ولأحللتُ كما تحلّون»، وهذا بعد أن قدم مكة، وهو آخر الأمرين.
وقال عبد الله (١): سألت أبي عن القِران والإفراد، قال: التمتع آخر فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، يعني أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال: سمعت أبي يقول: والمتعة آخر الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويجمع الله فيها الحج والعمرة، واختيار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها إذ قال:«لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ لم أسُقِ الهدي». فلم يحلّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه ساق الهدي.
وسئل عن القران (٢)، قال: التمتع (٣) أحبُّ إليَّ، وهو آخر الأمر [ين] من النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «اجعلوا حجَّكم عمرة»(٤)، قال أبو عبد الله: يعني الحج، والأمران من [ق ١٩٥] سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالحج والمتعة على هذا من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال في رواية أبي طالب: ... (٥).
فلما قدم مكة قال: اجعلوا حجَّكم عمرةً فأمرهم بالعمرة، وهي آخر الأمرين من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا بيِّن إلا من (٦) ضاق علمه بالفقه؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهلَّ بالحج
(١) في «مسائله» (ص ٢٠١). (٢) ق: «القارن». (٣) ق: «يتمتع». (٤) أخرجه بهذا اللفظ أحمد (١٨٥٢٣) من حديث البراء، وسيأتي بتمامه (ص ٣١٠). وفي إسناده ضعف. ولكن قد صحّ هذا القدر منه بنحوه من حديث عائشة، وابن عباس، وجابر، وأبي سعيد - رضي الله عنهم -، وستأتي أحاديثهم. (٥) بياض في النسختين. وانظر هذه الرواية في «التعليقة» (١/ ٢٣٥). (٦) س: «إلا ما».