وقال أبو ذر -رضي الله عنه-: رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- شاتين تنتطحان فقال:«يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ تَدْرِي فِيمَ تَنْتَطِحَانِ؟» قال: لا. قال:«لَكِنَّ اللهَ يَدْرِي، وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا»(٢).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ، مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ»(٣)
وقال الملا علي قاري -رحمه الله-: قال ابن المَلَك (٥): … فَإِنْ قِيلَ: الشَّاةُ غَيْرُ مُكَلَّفَةٍ، فَكَيْفَ يُقْتَصُّ مِنْهَا؟ قُلْنَا: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَعَالٌ لِمَا يُرِيدُ وَلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ، وَالْغَرَضُ مِنْهُ إِعْلَامُ
(١) رواه ابن أبي الدنيا في الأهوال (١٨٢) وابن جرير في التفسير (٢٤/ ٥٤) والحاكم في المستدرك (٨٧١٦) وأبو بكر الشافعي في الفوائد الشهير بالغيلانيات (١١٢٥) بسند صحيح عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْقَوَّاسِ به. والقواس ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (٤/ ٥٧٦) وقال: ذكره سليمان التيمي ولينه. وقال ابن المديني: لا أعلم أحدا روى عنه غير عوف ا. هـ زاد الحافظ في لسان الميزان (٩/ ١٦٨): وقال إسحاق بن منصور عن ابن مَعِين: ثقة. وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات ا. هـ فالراجح فيه أنه ثقة كما قال ابن معين. (٢) أخرجه أحمد (٢١٤٣٨) وصححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (٤/ ٦١٠). (٣) تقدم في المجلس السادس والعشرين. (٤) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١٣٦). (٥) هو محمد بن عبد اللطيف، ابن فِرِشْتَا، المعروف بابن مَلَك الكرماني (ت: ٨٥٤ هـ) فقيه حنفي، له كتب، منها: (شرح مصابيح السنة للبغوي) نقلا عن: «الأعلام» للزركلي [بزيادة بين معكوفتين]