وأما ما ورد في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ، فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لَا أَرَبَ لِي»(٥). فقال أبو عبد الله القرطبي -رحمه الله-: «هذا مما لم يقع»(٦). ويحمل حديث أبي هريرة -صلى الله عليه وسلم- وما ورد في معناه من الأحاديث (٧)، بأن ذلك يكون في زمن كثرة المال وفيضه قرب قيام الساعة (٨). ومن ذلك ما يكون عند نزول عيسى بن مريم -عليها السلام- كما سيأتي.
(١) المعرفة والتاريخ للفسوي (١/ ٥٩٩) - (وتحرف عنده أسيد إلى أسيل) -، ودلائل النبوة للبيهقي (٦/ ٤٩٣) ولم أقف على ترجمة عمر بن أسيد، والأثر جود إسناده الحافظ في الفتح (١٣/ ٨٣). (٢) أخرجه البخاري (١٤١٣، ٣٥٩٥) (٣) دلائل النبوة للبيهقي (٦/ ٤٩٣). (٤) فتح الباري (٦/ ٦١٣) (٥) أخرجه البخاري (١٤١٢)، ومسلم (١٥٧) واللفظ له. س (٦) «التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» (ص ١٢٢٧) (٧) انظر: حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- في صحيح البخاري (١٣١٤) ومسلم (١٠١٢)، وحديث حارثة بن وهب -رضي الله عنه- في البخاري (١٣١١) وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيح مسلم (١٠١٢) (٨) انظر: فتح الباري (٣/ ٢٨٢)