وذكر شيخ الإسلام -رحمه الله-: أن الله تعالى ذكر في سورة الواقعة في أولها انقسام الناس في القيامة الكبرى إلى سابقين، وأصحاب يمين، ومكذبين؛ وذكر في آخرها انقسامهم عند الموت؛ فقال -رحمه الله-: وهو القيامة الصغرى؛ كما قال المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: «من مات فقد قامت قيامته»(٤) وكذلك قال علقمة (٥)، وسعيد بن جبير (٦) عن ميت: «أمّا هذا
(١) متفق عليه، رواه البخاري (٦٥١١) ومسلم (٢٩٥٢). (٢) البداية والنهاية ط هجر (١٩/ ٣٢) (٣) العاقبة في ذكر الموت (٢٥٤) لابن الخراط والتذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي (ص: ٥٤٧). (٤) رواه الدولابي في الكنى والأسماء (١٦٢٧) والطبري في تفسيره ط هجر (٢٣/ ٤٦٨) عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ -رضي الله عنه-، يَقُولُ: «يَقُولُونَ الْقِيَامَةَ الْقِيَامَةَ، وَإِنَّمَا قِيَامَةُ أَحَدِكُمْ مَوْتُهُ» (٥) رواه الدولابي في الكنى والأسماء (١٦٢٦) والطبري في تفسيره ط هجر (٢٣/ ٤٦٩) وفي تهذيب الآثار (٧٩٧)، عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، قَالَ صَلَّى عَلْقَمَةُ عَلَى جِنَازَةٍ، فَقَالَ: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ». (٦) ذكره ابن عطية في تفسيره «المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» (٥/ ٤٠١)