لا يسمع صوته، فإذا انتهت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته، فإذا انتهت رجع فوسوس".
وفي أخرى (١): "إذا أذن المؤذن: أدبر الشيطان وله حصاص".
وفي أخرى (٢) قال سهيل بن أبي صالح: أرسلني أبي إلي بني حارثة ومعي غلام لنا، أو صاحب لنا، فناداه مناد من حائط باسمه، قال: وأشرف الذي معي على الحائط، فلم ير شيئاً، قال: فذكرت ذلك لأبي، قال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتاً فناد بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص".
٧٨٩ - * روى البخاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، ويقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى".
أقول: من روايات هذا النص استحب العلماء الأذان حيث ما شعر الإنسان بتسلط من الشيطان على إنسان كالمصروع والمهموم والغضبان وكذلك حال الشجار.
٧٩٠ - * روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء".
(١) مسلم، الموضع السابق. (٢) مسلم، الموضع السابق. ٧٨٩ - البخاري (٢/ ٨٤) ١٠ - كتاب الأذان، ٤ - باب فضل التأذين. (التثويب) إقامة الصلاة ها هنا، وهو في موضع آخر قول المؤذن في أذان الفجر: "الصلاة خير من النوم" والأصل فيه الترجيع. (خطر) هذا الشيء في نفسي: إذا دار في خاطري، والمراد: أن الشيطان يعرض بين المرء ونفسه، فيسول له الأماني ويحدثه الأحاديث. (الحصاص) الضراط مع شدة العدو، وقيل: هو أن ينصب أذنيه ويرفع ذنبه، ثم يعدو. ٧٩٠ - مسلم (١/ ٢٩٠) ٤ - كتاب الصلاة، ٨ - باب فضل الأذان وهرب الشيطان منه.