العلم، قالوا في هدي التطوع إذا عطب: لا يأكل هو ولا أحد من أهل رفقته، ويخلي بينه وبين الناس يأكلونه، وقد أجزأ عنه، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق، وقالوا: إن أكل منه شيئاً غرم مقدار ما أكل منه.
٤٦٥٣ - * روى مالك في الموطأ عن سعيد بن المسيب (رحمه الله) قال: "من ساق بدنة تطوعاً فعطبتْ، فنحرها ثم خلي بينها وبين الناس يأكلونها، فليس عليه شيء. وإن أكل منها أو أمر من يأكل منها غرمها".
قال مالك: وحدثني ثورُ بن زيد عن ابن عباس مثل ذلك.
قال الزرقاني في شرح الموطأ: مثل ذلك المروي عن سعيد بن المسيب، وروي ذلك أيضاً عن عمر وعلي وابن مسعود وعليه جماعة فقهاء الأمصار.
٤٦٥٤ - * روى مالك في الموطأ عن عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) قال: "من أهدى بدنةً، ثم ضلت أو ماتتْ، فإنها إنْ كانت نذراً أبدلها، إنْ كانت تطوعاً، فإن شاء أبدلها، وإن شاء تركها".
٤٦٥٥ - * روى ابن خزيمة عن عائشة "أنها ساقتْ بدنتين فأضلتهما، فأرسل إليها ابن الزبير بدنتين فنحرتهما ثم وجدت الأوليين فنحرتهما أيضاً، ثم قالت: هكذا السنةُ في البدن".
[- ذبح ولد الهدي معه]
٤٦٥٦ - * روى الترمذي عن حُجية بن عديٍّ (رحمه الله قال: قال عليٌّ رضي الله عنه: "البقرةُ: عن سبعةٍ، قلت: فإن ولدتْ؟ قال: اذبحْ ولدها معها. قلتُ (١):
٤٦٥٣ - الموطأ (١/ ٣٨١) الموضع السابق، وإسناده صحيح. ٤٦٥٤ - الموطأ (١/ ٣٨١) ٢٠ - كتاب الحج، ٤٧ - باب العمل في الهدي إذا عطب أو ضل، وإسناده صحيح. ٤٦٥٥ - ابن خزيمة (٤/ ٢٩٨) كتاب المناسك، ٧٨٢ - باب الهدي يضل فينحر مكانه آخر، ثم يوجد الأول، وإسناده صحيح. ٤٦٥٦ - الترمذي (٤/ ٩٠) ٢٠ - كتاب الأضاحي، ٩ - باب في الضحية بعضباء القرن والأذن، وهو حسن بشواهده. (نستشرف) الاستشرافُ: هو أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظلُّ من الشمس، حتى يستبين الشيء. والمعنى في الحديث: أمرنا أن تختبر العين والأذن، فنتأمل سلامتهُما من آفةٍ تكونُ بهما.