قيل: إِن هذه الأَبيات للشماخ، أَو لأَخيه مُزَرَّد.
أَنبأَنا مسمار بن عُمَر بن العُوَيس النَّيَّار وأَبو عبد اللَّه الحسين بن أَبي صالح بن فَنّاخسرو وغيرهما بإِسنادهم إِلى محمد بن إِسماعيل: حدَّثنا موسى بن إِسماعيل، أَنبأَنا أَبو عوانة، عن حصين، عن عمرو بن ميمون قال: رأَيت عُمَر بن الخطاب قبل أَن يصاب بأَيام بالمدينة، وقف على حُذَيفة بن اليمان وعثمان بن حُنَيف قال: كيف فعلتما؟ أَتخافان أَن تكونا قد حمَّلتما الأَرض ما لا تطيق؟ قالا: حملناها أمرا هي له مُطِيقة، ما فيها كبير فضل. قال: انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق: قالا: لا. فقال عمر: لئن سلمني اللَّه لأَدعَنَّ أَرامل أَهل العراق لا يَحْتَجْن إِلى رجل بعدي أَبداً - قال: فما أَتت عليه إِلا رابعة حتى أُصيب - قال: إِني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد اللَّه بن عبّاس غداة أَصيب، وكان إِذا مَرَّ بين الصَّفَّين قال: استووا، حتى إِذا لم ير فيهن خَلَلاً تقدَّم فكبَّر، وربَّما قرأَ بسورة «يوسف» أَو «النحل» أَو نحو ذلك في الركعة الأُولى، حتى يجتمع الناس، فما هو إِلا أَن كبَّر فسمعته يقول: قتلني - أَو: أَكلني الكلب - حين طعَنه، فطار العِلْج بسكين ذات طرفين، لا يمرّ على أحد يمينا وشمالا إلّا طعنه،
(١) ينظر الأبيات في الطبقات الكبرى لابن سعد: ٣/ ١/ ٢٤١، ٢٧٢. وقد ذكر ابن قتيبة البيت الثاني في الشعر والشعراء: ١/ ٣١٩، ونسبه إلى جزء بن ضرار أخي الشماخ ومزرد. أما البيت الأخير فقد ذكر محمد بن سعد في الطبقات ٣/ ١/ ٢٧٢ عن عفان بن مسلم أنه قاله عاصم الأسدي. وقد ذكر ابن الأثير البيت الثاني في النهاية: ٢/ ٣٩٣، والرابع في: ١/ ١٦٠، والخامس في: ٢/ ٢٤٠. (٢) العضاء، جمع عضاهة، وهي أعظم الشجر. وأسوق: جمع ساق. وهذا البيت في اللسان، مادة: سوق. يريد تهتز عظام الشجر من سيقانها. وهذا كناية عن الخطب الشديد. (٣) البوائق: جمع بائقة، وهي الداهية. ورواية النهاية: «بوائج» وهي جمع بائجة، وهي الداهية أيضا. (٤) السبنتى، والسبندى- بفتح السين والباء وسكون النون، وفتح التاء أو الدال-: النمر.