عبد اللَّه بن عامر: أن قيس بن حُجْر الكندي حدث الوليد بن عبد الملك: أن أبا سعد الخير الأنماري حدثه أَن رسول اللَّه ﷺ قال: إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أُمتي سبعين ألفاً بغير حساب، ويشفع كل ألف لسبعين ألفاً، ثم يحثي لي ثلاث حثيات. قال قيس: فأخذت بِتَلْبيب (١) أبي سعد فجذبته جذبة فقلت: أسمعت هذا من رسول اللَّه ﷺ؟ قال: نعم، بأُذني ووعاه قلبي. قال أبو سعد: فحسب ذلك عند رسول اللَّه ﷺ أربعمائة ألف ألف وتسعين ألف ألف. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: إن ذلك يستوعب إن شاء اللَّه مُهَاجري أُمتي، ويوفيه اللَّه بشيءٍ من أعرابنا.
ومن حديثه: الوضوء مما مست النار.
سماه البخاري سعد الخير. وقال أبو زرعة: إنما هو أبو سعد.
أخرجه الثلاثة.
٥٩٤٥ - أَبو سَعْد الزّرقي
(ب د ع) أَبو سَعْد الزّرقي. وقيل: أبو سعيد.
قال أبو عمر: أبو سعد أشبه. وقال: ذكره خليفة بن خياط، فيمن روى عن النبي ﷺ من الصحابة، بعد أن ذكر أبا سعيد بن المعلى. وقال: لا يوقف له على اسم ولا نَسَبَه بأكثر مما ترى. وقال: روى عن النبي ﷺ(٢).
أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن محمد الخطيب بإسناده عن أبي داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن أبي الفيض، قال: سمعت عبد اللَّه بن مُرَّة يحدث عن أبي سعيد الزرقي: أنَّ رجلاً من أشجع سأل النبي ﷺ عن العَزْل؟ فقال: ما يُقدَّر في الرحِم يكن. (٣).
قال أبو عمر: وقال غير خليفة: أبو سعيد الزرقي، مشهور بكنيته، واختلف في اسمه فقيل: سَعْد بن عُمَارَة. وقيل: عُمَارة بن سعد. روى عنه عبد اللَّه بن مُرَّة. وقيل في أبي سعيد الزرقي: عامر بن مسعود. وقال: وليس بشيء (٤).
(١) يقال: أخذت بتلبيب فلان: إذا جمعت عليه ثوبه الّذي هو لابسه، وقبضت عليه تجره. والتلبيب: مجمع ما في موضع للبب من ثياب الرجل. (٢) الاستيعاب: ٤/ ١٦٧٢. (٣) منحة المعبود، أبواب الأنكحة، باب «ثواب الرجل في إتيان زوجته، وما يقال عند إرادة الجماع، وما جاء في العزل»: ١/ ٣١٢. (٤) الاستيعاب: ٤/ ١٦٧٢ - ١٦٧٣.