قال: وحدثنا محمد بن عيسى حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أَبي، عن شَرِيك، عن منصور، عن ربعي بن حِرَاش (٣) حدثنا علي بن أَبي طالب بالرحَبَةِ (٤)، قالَ: «لما كان يوم الحديبية خَرَج إِلينا ناس من المشركين، فيهم: سُهَيل بنُ عمرو، وأَناس من رؤُساءَ المشركين، فقالوا (٥): خرج إِليك ناس من أَبنائنا وإِخواننا وأَرقَّائنا، وليس بهم فقه في الدين، وإِنما خرجوا فراراً من أَموالنا وَضِياعنا، فارددهم إِلينا. فقال النبي ﷺ: يا معشر قريش، لَتَنْتَهُنّ أَو لَيَبْعَثَنَّ اللَّه عليكم من يضرِبُ رِقَابكم بالسَّيفِ على الدِّين، قد امتحن قلبه (٦) على الإِيمان. قالوا: من هو يا رسول اللَّه؟ فقال أَبو بكر: من هو يا رسول اللَّه؟ وقال عمر: من هو يا رسول اللَّه؟ قال: خاصف النعل (٧)، وكان قد أَعطى علياً نعلاً يخصِفُها - قال: ثم التفت إِلينا عَلِيّ فقال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «من كذب علي متعمداً فليتبوَّأ مقعده من النار (٨)».
قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا عيسى بن عثمان [بن (٩)] أَخي يحيى بن عيسى الرملي [أَخبرنا يحيى بن عيسى الرَّمْلي (٩)] حدثنا الأَعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ ابن حُبَيش، عن علي قال: لقد عهد إِليَّ النبيَّ ﷺ[النبي الأُمّي]- أَن (١٠) لا يُحِبّك إِلا مؤمن ولا يُبغِضُك إلا منافق (١١).
(١) سورة آل عمران، آية: ٦١. (٢) تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب ﵁، الحديث ٣٨٠٨: ١٠/ ٢٢٨، ٢٢٩، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، صحيح من هذا الوجه. (٣) في المطبوعة: «خراش» بالخاء المعجمة، وهو خطأ. والمثبت عن الترمذي، والمشتبه للذهبي. (٤) هي رحبة الكوفة، وهي فضاء وفسحة بالكوفة، كان الإمام على ﵁ يعقد فيها لفصل الخصومات. (٥) في سنن الترمذي، كما في تحفة الأحوذي: «فقالوا: يا رسول اللَّه، خرج … ». (٦) في سنن الترمذي: «قد امتحن اللَّه قلوبهم» … (٧) خصف النعل يخصف خصفا: ظاهر بعضها على بعض وخرزها. (٨) تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب على ﵁، الحديث ٢٧٩٩: ١٠/ ٢١٧، ٢١٨. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه، من حديث ربعي عن علي. (٩) ما بين القوسين سقط من المطبوعة والمثبت عن الترمذي. (١٠) في الترمذي: «أنه لا يحبك». (١١) تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب على ﵁، الحديث ٣٨١٩: ١٠/ ٢٣٩، ٢٤٠، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه مسلم».