الغنيمة، سمي باسمه الذي وجد عنده الغلول هو عاجز. فقيل: للمكان: غلول عاجز، رواه الطبراني - انظر مقدمة فتح الباري - قوله:"إنك مأمورة" أي بالغروب "وأنا مأمور" أي: بالصلاة، أو القتال قبل الغروب، فإن قلت: لم قال: لم تطعهما" وكان الظاهر أن يقال: فلم تأكلها.
قلت: للمبالغة، إذ معناه: لم تذوق طعمها، كقوله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي}(١) وكان ذلك المجيء علامة المقبول، وعدم الغلول.
وفيه: أن الأمور المبهمة ينبغي أن لا تفوض إلا إلى أولي الحزم وأصحاب الفراسة، لأن تعلق القلب بغيرها يفوت كمال بذل وسعه.
قال القاضي: اختلف في حبس الشمس. فقيل: الرد على أدراجها. وقيل: إبطاء الحركة. وقد يقال: الذي حبست عليه هو يوشع بن نون وقد روي: أنها حبست للرسول صلى الله عليه وسلم مرتين: آخر يوم الخندق حين شغلوه عن صلاة العصر، فردها الله تعالى حتى صلاها وصبيت الإسراء، حين انتظر العير التي أخبر بوصولها مع شروق الشمس، قال الكرماني والنووي [١٢/ ٢٥٢].
٥٠٨٢ - * روى الشيخان عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ، فذكر الغلول، فعظمه وعظم أمره، ثم قال: "لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعيرٌ له رغاءٌ، يقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرسٌ له حمحمةٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاةٌ لها ثثغاءٌ، يقول:
(١) (يبنى بها) بنى الرجل بأهله: إذا دخل بها. قال الجوهري: لا يُقال: بني بأهله، إنما يقال: بنى على أهله، والأصل فيه: أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قُبةً. (خلفاتٌ) جمع خلفة، وهي الناقة الحامل. (١) البقرة: ٢٤٩. ٥٠٨٢ - البخاري (٦/ ١٨٥) ٥٦ - كتاب الجهاد، ١٨٩ - باب الغُلول ... إلخ. مسلم (٣/ ١٤٦١) ٣٣ - كتاب الإمارة، ٦ - باب غلظ تحريم الغلول واللفظ له وهو أتم. (الرُّغاءُ) صوت الإبل، وذواتُ الخفِّ. (ثُغاء) الثغاء: صوت الشاء.