في شدةٍ ولا رخاء، منذُ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمُهما".
وفي أخرى (١) لهما: قال نافع: "رأيتُ ابن عمر يستلمُ الحجر بيده، ثم قبل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".
وفي أخرى (٢): قال: "قلت لنافعٍ: أكان ابن عمر يمشي بين الركنين؟ قال: إنما كان يمشي ليكون أيسر لاستلامه".
وللنسائي (٣): "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستلمُ الرُّكن اليماني والحجر في كل طوافه".
وفي أخرى (٤): "كان لا يستلمُ إلا الحجر والرُّكن اليماني".
وفي رواية (٥) للبخاري والنسائي: قال "سأل رجلٌ ابن عمر عن استلام الحجر، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويُقبِّلُهُ، قال: أرأيت: إن زُحِمْتُ؟ أرأيت: إن غُلبتُ؟ قال: اجعلْ "أرأيت" باليمن، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبِّله".
قال النووي في شرح مسلم (١/ ٤١٢): فالركنان اليمانيان: هما الركن الأسود والركن اليماني، وإنما قيل لهما "اليمانيان" للتغليب، كما قيل في الأب والأم: الأبوان، وفي الشمس والقمر: القمران، وفي أبي بكر وعمر: العمران، وفي الماء والتمر: الأسودان، ونظائره مشهورة.
واليمانيان: بتخفيف الياء، هذه هي اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى سيبويه والجوهري وغيرهما فيها لغة أخرى: بالتشديد، واعلم: أن للبيت أربعة أركان: الركن الأسود، والركن اليماني - ويقال لهما: اليمانيان كما سبق - وأما الركنان الآخران، فيقال لهما:
(١) البخاري (٣/ ٤٧٥) ٢٥ - كتاب الحج، ٦٠ - باب تقبيل الحجر. مسلم: نفس الموضع السابق ص ٩٢٤. (٢) البخاري (٣/ ٤٧١) ٥٧ - باب الرمل في الحج والعمرة. (٣) النسائي (٥/ ٢٣١) ٢٤ - كتاب مناسك الحج، ١٥٦ - باب استلام الركنين في كل طواف. (٤) النسائي: نفس الموضع السابق. (٥) البخاري (٣/ ٤٧٥) ٢٥ - كتاب الحج، ٦٠ - باب تقبيل الحجر. النسائي (٥/ ٢٣١) ٢٤ - كتاب مناسك الحج، ١٥٥ - باب العلة التي من أجلها سعى النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت. (اجعل "أرأيت" باليمن) أي: اجعل سؤالك هذا واعتراضك بعيداً عنك حتى كأنه باليمن، وأنت بموضعك هذا.