نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإني نذيرٌ لكم بين يديْ عذاب شديد"، فقال أبو لهبٍ: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}.
وفي بعض الروايات (١): "وقد تَبَّ" كذا قرأ الأعمش.
وفي رواية (٢): "أن الني صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء، فصعد الجبل، فنادى: يا صباحاهْ، يا صباحاهُ فاجتمعت إليه قريشٌ فقال: أرأيتم إن حدثتكمْ: أن العدو مصبحكم، أو ممسيكمْ، أكنتم تصدقوني؟ قالوا: نعم، قال: فإني نذيرٌ لكم بين يديْ عذابٍ شديدٍ"- وذكر نحوه.
وللبخاري (٣) أيضاً قال: لما نزل: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} جعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم قبائل، قبائل.
وفي رواية (٤) للبخاري: لما نزلت: (وأنذر عشيرتك الأقربين، ورهطك منهم المخلصين) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: "يا صباحاه، فقالوا: منْ هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مُصدقيَّ؟ قالوا: ما جربنا عليك كذباً ...
(١) مسلم، الموضع السابق. (٢) البخاري (٨/ ٧٣٧) ٦٥ - كتاب التفسير، ٢ - باب (وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب). (٣) البخاري (٦/ ٥٥١) ٦١ - كتاب المناقب، ١٣ - باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية. (٤) البخاري (٨/ ٧٣٧) ٦٥ - كتاب التفسير، ١ - باب ٤٩٧١. (البطحاء): الأرض المستوية. (تباً لك) التبُّ: الهلاكُ: أي هلاكاً لك، وهو منصوب بفعلٍ مضمرٍ. (صباحاه) كلمة يقولها المنهوبُ والمستغيثُ، وأصله: من يوم الصباح، وهو يومُ الغارة.