وقد حذفوا الألف مع اللّام؛ حملا على الأصل، فقالوا: لا أب لك، وأنشدوا (٣):
أبى الإسلام لا أب لى سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم
وقد تحذف هذه الّلام فى الشّعر، قال (٤):
أبا الموت الّذى لا بدّ أنّى ... ملاق لا أباك تخوّفينى
يريد: لا أبا لك.
الحكم الخامس: إذا ثنّيت المنفىّ أو جمعته فقلت: لا غلامين عندك، ولا ناصرين لك، أثبتّ" النون" معهما، وسيبويه يزعم أنّه مبنىّ (٥) كالمفرد، والمبرّد يزعم أنّه معرب (٦)، فإن أضفتهما حذفت" النّون" كما تحذفها مع عدم" الّلام"؛ فتقول: لا غلامى لك، ولا ناصرى لك، ويجرى ذلك مجرى: لا أبا لك.
فإن فصلت فقلت: لا يدين بها لك، ولا ناصرين (٧) فيها لك، امتنع
(١) الكتاب ٢/ ٢٨٢ - ٢٨٣. (٢) انظر: ابن يعيش ٢/ ١٠٧ - ١٠٨. (٣) لنهار بن توسعة اليشكريّ. وهو من شواهد سيبويه ٢/ ٢٨٢، وانظر أيضا: ابن يعيش ٢/ ١٠٤ والهمع ٢/ ١٩٧. (٤) هو أبو حيّة النّميريّ. والبيت من شواهد المبرّد فى المقتضب ٤/ ٣٧٥ والكامل ٦٧٠، ١١٤٠، وانظر أيضا: الإيضاح العضدى ١/ ٢٤٥ والخصائص ١/ ٣٤٥ والتّبصرة ٣٩١ والخزانة ٤/ ١٠٥، ١٠٧. (٥) الكتاب ٢/ ٢٨٦. (٦) المقتضب ٤/ ٣٦٦. (٧) فى الأصل: ولا ناصرين، بصيغة التثنية، وما أثبته هو المناسب للمقام.