كاف المؤنّث في لغة بكر، نحو: أكرمتكس، ومررت بكس (١).
[الصنف الحادي والعشرون: حرف التقريب.]
وهو" قد" وتخصّ الأفعال، وتتضمّن معني التقريب والتقليل، أمّا التقريب فتقرب الماضي من الحال، تقول: قد جاء زيد، أي:
الآن، ومنه قول المؤذّن: قد قامت الصلاة، ولا بدّ فيه من معني التوقّع (٢).
وأمّا التقليل فيكون مع الحال عند الاستبعاد بمنزلة" ربّ" يقول:
ما يفعل زيد هذا، فيقول: قد يفعل، أي: ذلك قليل، ومنه قولهم:(إنّ الكذوب قد يصدق)(٣).
قال سيبويه (٤): وأمّا" قد" فجواب هل فعل؟ ولما يفعل، ويجوز الفصل بينهما وبين الفعل بالقسم، نحو: قد والله أحسنت، وقد لعمري بت ساهرا، ويجوز إسقاط الفعل بعدها إذا فهم المعنى، كقوله:
(١) انظر: ص ٤١٥. (٢) المفصل ٣١٦. (٣) قال أبو عبيد: (وهذا المثل قد يضرب أيضا للرجل تكون الإساءة هي الغالبة عليه، ثم يكون منه الهنة من الإحسان) فصل المقال ٤٢ - ٤٣. (٤) قال الزمخشري في المفصل ٣١٦: (قال سيبويه: وأما قد فجواب هل فعل، وقال أيضا: فجواب لمّا يفعل وقال الخليل: هذا الكلام لقوم ينتظرون الخبر). وقول سيبويه:" وأما قد فجواب هل فعل؟ " لم أعثر عليه فى الكتاب، ولكن في الجزء الأول منه ص ٤٥٨: (وهو جواب لقوله: أفعل، كما كانت ما فعل جوابا لهل فعل؟ إذا اخبرت: أنّه لم يقع) وفي بعض نسخ سيبويه" هل فعل؟ " انظر ط. عبد السّلام هارون ٣/ ١١٤ حاشية (٥) تعليقا علي قوله:" أفعل". وفي شرح المفصل لابن يعيش ٨/ ١٤٧: (قال سيبويه: وأما قد فجواب هل فعل؛ لأنّ السائل ينتظر الجواب). أما بقية كلام سيبويه ففي الكتاب ٢/ ٣٠٧.