أزف الترّحّل غير أنّ ركابنا ... لمّا تزل برحالنا وكأن قد (١).
[الصنف الثاني والعشرون: حرف التفصيل]
وهو" أمّا" ويفصّل بها ما أجمل المدّعي، يقول القائل: قام زيد وعمرو، فتقول: أمّا زيد فعالم، وأمّا عمرو فلا، ويلزم في جوابها الفاء؛ لأنّ فيها معنى الشّرط (٢)، ولا يليها فعل، ويكون جوابها اسما وفعلا، تقول: أمّا زيد فعالم، وأمّا عمرو فضربت. قال سيبويه (٣):
إذا قلت: أمّا زيد فمنطلق، فكأنّك قلت: مهما يكن من شيء فزيد منطلق، ألا ترى أنّ الفاء لازمة لها. وقد تكون مركّبة من" أن" و" ما"(٤) كقوله:
(١) بيت من قصيدة النّابغة الّتي يصف فيها المتجردة زوجة النعمان بن المنذر، وقد فاجأته فسقط نصيفها عنها فغطت وجهها بمعصمها. (ديوانه: رواية الأصبعي ٨٩) قوله: (أزف) أي دنا وقرب. والركاب: الإبل. قوله: (لما تزل) بضم الزاي من زال يزول إذا انتقل وذهب قوله: (برحالنا) الرجال جمع رحل: وهو ما يستصحبه المسافر من الأثاث. قوله (وكأن قد) أي قد زالت لقرب وقت زوالها ودنوه البيت في كثير من كتب النحو واللغة منها: تعليق الفرائد ٢/ ٣٥٥، الخزانة ٣/ ٢٣٢، ٧٢٦، ٤/ ٣٦٢، ٥٠٥، الخصائص ٢/ ٣٦١، ٣/ ١٣١، والدور اللوامع ١/ ١٢١، شرح أبيات المغني ٤/ ٩١، شرح المفصل ٨/ ٥، ١١٠، ١٤٨، ٩/ ١٨، ٥٢، المغنى ٢٢٧، المفصل ٣١٧، المقتضب ١/ ٤٢، الهمع ١/ ١٤٣. (٢) الأزهية ١٤٤. (٣) قال في الكتاب ٢/ ٣١٢: (وأمّا" أمّا" ففيها معني الجزاء، كأنه يقول: عبد الله مهما يكن من أمره فمنطلق، ألا تري أن الفاء لازمة لها أبدا). (٤) الأزهية ١٤٦.