وهو: من وقع به الفعل، وتتّصل به الباء مع الفعل فى جواب السّائل، تقول: ضربت زيدا، فيقال: بمن أوقعت الضّرب؟ فتقول: بزيد، ويقع به الفرق بين اللازم من الأفعال والمتعدى.
وهو منصوب بفعله عند سيبويه (١)، إذا ذكر الفاعل، نحو: ضرب زيد عمرا، والمفعول/ الثاني عند البصريين
منصوب (٢)، ويجوز تقديمه على الفاعل، وعلى الفعل إذا كان متصرّفا تقول: ضرب زيد عمرا، وضرب عمرا زيدّ، وعمرا ضرب زيد، وعليه قوله تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ (٣)، وقوله تعالى: وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى * (٤).
فإن قدّمت الفاعل، والمفعول معا على الفعل، وشغلت الفعل (٥) بضمير المفعول، فالأولى أن تقدّم المفعول على الفاعل، ليكون الفعل حديثا عن الفاعل وهو والفعل حديثا عن المفعول، تقول: فى ضرب زيد عمرا: عمرو زيد ضربه، ضربه (٦)" خبر عن" زيد"، و" زيد" والفعل خبر عن" عمرو"؛ ولهذا كان النّصب فى قوله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ" خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٧) أحسن من الرّفع (٨)، حيث لم يتقدّم المفعول فى أوّل الكلام.
(١) - انظر: الكتاب ١/ ٣٤، ١٤٨. (٢) - انظر: الإنصاف ٨٢١، والجمع ٢/ ٢٢٢. (٣) - ٢٨ / فاطر. (٤) - ٩٥ / النساء و ١٠ / الحديد. (٥) - فى الأصل: وشغلت الضمير، والصواب ما أثبتّه. (٦) - فى الأصل: يضربه، وما أثبتّ مناسب لما فى المثال. (٧) - ٤٩ / القمر. (٨) - انظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١.