وتقول في مقدّم ومؤخّر: مقيدم ومؤيخر، فتقر الميم وتحذف إحدى الدالين والخاءين، ولك التعويض، فتقول: مغيسيل، ومطيليق، ومقديم، ومؤيخير (١).
قال ابن السراج: «الذى أختاره: إذا كانت إحدى الزيادتين علامة لشئ لم تحذف العلامة، إلا أن تكون الزيادة الأخرى ملحقة، فإن الملحق بمنزلة الأصلىّ، فأرى أن يصغّر حبارى: حبيرى، فتحذف الألف الأولى وتقر الثانية (٢)؛ لأنّها للتأنيث، ولك أن تحذف ألف التأنيث، وتقلب الأولى ياء وتدغم، فتقول: حبيّر، وكان أبو عمرو يقول: حبيّرة (٣)، ويجعل الهاء بدلا من ألف التّأنيث.
[الصنف الخامس: أن يكون في الاسم زيادتان، يوجب حذف إحداهما حذف الأخرى، وحذف الأخرى لا يوجب حذف غيرها،]
فتحذف ما لا يوجب حذفه حذفا، تقول فى عيضموز وعيطموس: عضيميز وعطيميس فتحذف الياء دون الواو، لأنّك لو حذفت الواو لزمك حذف الياء، وقد بينا ذلك فى الجمع، فلم نعده (٤).
الصنف السادس: إذا كانت الكلمة على سّتّة أحرف فصاعدا،
فإنّك تحذف منها ما يصيّر الكلمة إلى (٥) أربعة أحرف، إلا أن يكون فيها حرف مد رابعا، فتقول في محرنجم: حريجم فتحذف الميم والنون، وتقول فى عنتريس: عتيريس (٦)،
فتحذف النون وتقر الياء؛ لأنّها رابعة، وتقول فى تصغير مقعنسس:
مقيعس فتحذف النون وإحدى السينين عند سيبويه (٧)، وقعيسس عند
(١) انظر: الكتاب (٢/ ١١٠ - ١١١). (٢) الأصول (٢/ ٤٠٣) (ر)، بتغيير يسير. (٣) انظر: الكتاب (٢/ ١١٥)، المقتضب (٢/ ٢٦٢)، الأصول (٢/ ٤٠٣) (ر). المحاجاة بالمسائل النحوية (١٢٨)، شرح اللمع - لابن برهان (٥٨٧)، شرح الشافية (١/ ٢٤٤). (٤) ص: ١٥٠ - ١٥١. (٥) ك: على. (٦) قال الجوهرى - في الصحاح (٣/ ٩٤٦): (العنتريس: الناقة الصلبة الشديدة). (٧) الكتاب (٢/ ١١٢).