[صلى الله عليه وسلم]- فرأى ناسا ركبانا، فقال:" ألا تستحيون؟ إن ملائكة الله على أقدامهم، وأنتم على ظهور الدواب "؛ أخرجه ابن ماجة، والترمذي (١) .
وأخرج أبو داود (٢) من حديث ثوبان - أيضا -: أن رسول الله -[صلى الله عليه وسلم]- أتي بدابة وهو مع جنازة، فأبى أن يركبها، فلما انصرف أتي بدابة، فركب، فقيل له؟ ! فقال:" إن الملائكة كانت تمشي، فلم أكن لأركب وهم يمشون، فلما ذهبوا ركبت ".
وقد خرج -[صلى الله عليه وسلم]- مع جنازة ابن الدحداح ماشيا، ورجع على فرس؛ كما في حديث جابر بن سمرة عند الترمذي - وقال: صحيح -.
ولا يعارض الكراهة ما تقدم من قوله: " الراكب خلف الجنازة؛ لأنه يمكن أن يكون ذلك لبيان الجواز مع الكراهة، أو المراد بأن كون الراكب خلفها
(١) ابن ماجة (١ / ٤٥٠) ، والترمذي (٢ / ١٣٨) بشرح " التحفة " من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن ثوبان. وكذا أخرجه الحاكم (١ / ٣٥٦) ، والبيهقي (٤ / ٢٣٠) ، وقد سكتوا عنه؛ إلا أن الترمذي قال: " قد روي موقوفا ". قلت: أخرجه كذلك البيهقي أيضا، وقال: إنه أصح، وكذا قال البخاري. قلت: ومداره - مرفوعا وموقوفا - على أبي بكر هذا؛ وهو ضعيف، كما قال في " التحفة "، لكن ذكر البيهقي أن ثور بن زيد رواه عن راشد بن سعد، عن ثوبان موقوفا، وهو يرجح الموقوف، كما قال البيهقي. (ن) (٢) في " السنن " (٤ / ٦٤) ، وكذا البيهقي (٤ / ٢٣) ، وكذا الحاكم (١ / ٣٣٥) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ثوبان، وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين "، ووافقه الذهبي. (ن) قلت: وهو كما قالا.