وبكم (١)، وخمسة للغائب وهي: هم، وإيّاهم، وقاموا، وضربهم، وبهم، وقد جاء منها لغير العاقل فى الشعر، قال جرير (٢):
شربت بها والدّيك يدعو صباحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا
وقال الآخر (٣)
أوردت خيلك ثمّ لم تصدرهم ... وردا لها فيه السّمام المنقع
وأما قوله تعالى: فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (٤) فلأن الأصنام تنزلت عندهم (٥) منزلة من يعقل، وقد حذفوا واو
الجمع فى الشعر، كقوله:
(١) (أنتم) منفصل مرفوع، و (إيّاهم) منفصل منصوب، و (قمتم) متصل مرفوع و (ضربكم) متصل منصوب، و (بكم) متصل مجرور. (٢) لم ينسب أحد هذا البيت إليه إلا المؤلف رحمه الله متابعا فى ذلك شيخه ابن الدهان فى الغرة (٢/ ١١ ب)، والبيت ليس فى ديوان جرير، بل ليس فيه قصيدة بائية مضمومة من البحر الطويل. والصحيح: أن البيت للنابغة الجعديّ - رضى الله عنه - والبيت من قصيدة للنابغة الجعدى. ويروى صدر البيت: تمززتها والديك ... ، ويروى وباكرتها والديك ... ، ويروى، شربت إذا ما الديك .... (شعر النابغة الجعدي: ٤). قوله: والديك يدعو صباحه أى يدعو فى وقت الإصباح، وقوله (بنو نعش) أى: بنات نعش، وهى سبعة كواكب، أربعة منها نعش لأنها مربعة، وثلاثة بنات نعش. ومعنى قوله (دنو فتصوبوا): أى مالت إلى جانب الأفق للغروب وانحدرت اليه. والبيت فى: - الأزمنة والأمكنة (٢/ ٣٧٣)، تاج العروس: (نعش)، الحماسة البصرية (٢/ ٧٤)، خزانة الأدب (٣/ ٤٢١)، دلائل الإعجاز (١/ ٩١)، شرح أبيات سيبويه - لابن السيرافى (١/ ٤٧٦)، وللنحاس (١٥٠)، شرح أبيات المغنى (٦/ ١٣٠)، شرح شواهد المغنى (٢/ ٧٨٢)، شرح المفصل (١/ ٧٠)، الصاحبى (٢٥٠)، الصحاح: (نعش)، فقه الله (٣٥١)، الكتاب (١/ ٢٠٥)، اللسان: (نعش)، مجاز القرآن (١/ ١٧٦)، المذكر والمؤنث - لابن الأنباري (٥٦٠)، معاني القرآن - للأخفش (٢/ ٤٢٤)، مغنى اللبيب (٤٧٨)، المقتصد (١/ ٢٠٠)، المقتضب (٢/ ٢٢٦)، الموشح (١١٢). (٣) قال ابن الدهان - فى الغرة (٢/ ٧ ب): (ووجدت لكثير فى الشطر ج: أوردت ...) البيت. وليس فى ديوان كثير عزة، وأورد ابن الدهان بعده قوله: أغفلتهم وأضعت حين وليتهم ... ولها، ومن ولى المضيّع أضيّع (السمام المنقع): جمع سم، وهو: القاتل المربّى، ليؤدى إلى الموت السريع، وكان على الشاعر أن يقول: (السمام المنقعة) لأنها جمع. والبيت لم أجده فى غير الغرة - لابن الدهان (٢/ ٧ ب). (٤) سورة الأنبياء - ٦٣. (٥) (ك): عندهم تنزلت.