مُرِيبٍ. الَّذِي جَعَلَ (١) بفح «النون»(٢) فإنما كره توالى الكسرتين، كما كره ذلك في قوله تعالى: الم. الله (٣) بفتح «الميم»(٤).
فإن كان ما قبل السّاكن الأوّل وبعد الثّانى مضموما، فالاختيار ضمّ الأوّل عند قوم (٥)، كقولك: ادخل ادخل، و: اقتل اقتل، قال ابن السّرّاج: وقد حكوا:
ادخل الدّار، علي الإتباع، وهذا ردئ (٦). وقالوا: يجوز الإتباع فى المفتوح، نحو: اصنع الخير، ولم يسمعه.
وقد اختصّت «من» و «عن» و «إن»(٧) بحكم.
أمّا «من»: فإذا التقى مع نونها ساكن فلا يخلو: أن يكون «لام» تعريف، أو غيره ف «اللام» تفتح معها «النّون» نحو:/ من القوم، وقد جاء الكسر شاذا (٨) وأمّا غير «اللّام» فتكسر معه «النّون»، نحو: من ابنك، ومن انطلاقك، وقد حكى سيبويه فيها الفتح مع غير «اللّام»(٩).
(١) ٢٥، ٢٦ / ق. (٢) لم أهتد إلى من قرأ بفتح النّون. وقد ذكرها الفارسىّ غير منسوبة في الحجّة فى القراءات السبع ٢/ ٣٤٠ وأشار إليها فى التكلمة ١١ وذكرها العكبريّ فى التبيان ٢/ ١٣٠. (٣) ١، ٢ / آل عمران. (٤) وهى قراءة العامه. انظر: كتاب سيبويه ٤/ ١٥٣ - ١٥٤ ومعانى القرآن للفرّاء ١/ ٩ ومعانى القرآن وإعرابه للزجاج ١/ ٣٧٣ وأصول ابن السّراج ٢/ ٣٧٠ وإعراب القرآن لأبى جعفر النحّاس ١/ ٣٠٧ والرّضى على الشافية ٢/ ٢٣٦ والبحر المحيط ٢/ ٣٧٤ والإتحاف ١٧٠. (٥) انظر كتاب سيبويه ٤/ ١٥٣. (٦) لم أقف على هذا القول في المطبوع من الأصول. (٧) لم يتكلّم عن حكم نون «إن». (٨) جعله غيره قليلا غير مشهور. انظر: الأصول ٢/ ٣٧٠ والرضي على الشّافية ٢/ ٢٤٧. وجعله سيبويه بمنزلة الشّاذ. انظر: الكتاب ٤/ ١٥٥.