أي: من قومه (٢)، ومن الرّجال، ومثله قول الآخر (٣):
أستغفر الله ذنبا لست محصيه ... ربّ العباد إليه الوجه والعمل
أى: من ذنب، والسّيرافيّ (٤) يجعل هذا مفعولا منه، قال بعضهم (٥):
هذا التقدير فى" من ذنب" غير صحيح؛ لأنّ" غفر" متعدّ، وقد نقل بالسّين والتّاء، فصار متعدّيا إلى مفعولين، فكيف يقال: إنّ" ذنبا" منصوب لحذف" من"؟ وإنما هو أحد مفعولي" أستغفر" وهذا الحكم لا يقاس عليه؛ فلا تقول: اصطفيت الرّجال زيدا، ولا أحببت الرّجال عمرا، على تقدير: من الرّجال، وإنّما تجريه (٦) فيما أجروه.
(١) هو الفرزدذق. ديوانه ٤١٨. والبيت من شواهد سيبويه ١/ ٣٩ وانظر أيضا: المقتضب ٤/ ٣٣٠ والأصول ١/ ١٨٠ وابن يعيش ٥/ ١٢٣، ٨/ ٥٠، والهمع ٢/ ٢٦٤ والخزانة ٩/ ١٢٣. الرياح الزعازع: الشديدة، واحدها: زعزع، ويكون ذلك فى الشتاء. (٢) انظر: إعراب القرآن، لأبي جعفر النحاس ١/ ٦٤٢ والأصول ١/ ١٧٧ - ١٧٨. (٣) لم أقف على اسمه. وهو من شواهد سيبويه ١/ ٣٧، وانظر أيضا: المقتضب ٢/ ٣٢١ و ٤/ ٣٣١ والأصول ١/ ١٧٨ والتبصرة ١١ ١، ابن يعيش ٧/ ٦٣ و ٨/ ٥١ والخزانة ٣/ ١١١. (٤) انظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافيّ ٢/ ٢٥٢ - ٢٥٤. تحقيق د/ دردير محمد أبو السعود. (٥) هو ابن الطراوة. انظر: البسيط لابن أبي الرّبيع ٤٢٤ - ٤٢٥، وانظر أيضا: ابن الطراوة النحويّ ٢٧٨ وحاشية ص ٢٤٥ من البسيط فقد ذكر محقّقه مصادر أخرى. (٦) انظر: الأصول ١/ ١٨٠.