وبعضها يدخل الأوّل فى حكم الثّانى، لفظا، لا معنى، وهي:«لا» و «بل» و «لكن».
وليس فيها ما يدخل الثّانى فى حكم الأوّل، معنى، لا لفظا.
الحكم الثّالث: ما بعد هذه الحروف، لا يتقدّم على ما قبلها، وما جاء من ذلك، فإنّما جاء مع «الواو» فى الشعر، فى الرّفع والنّصب، دون الجرّ، قال الشاعر (١) في الرفع:
ألا يا نخلة من ذات عرق ... عليك ورحمة الله السّلام
وقال فى النّصب (٢):
جمعت وبخلا غيبة ونميمة ... ثلاث خلال لست عنها بمرعوي
الحكم الرّابع: لا يدخل بعض هذه الحروف على بعض، فإن وجدت ذلك في كلامهم، فقد أخرج أحدهما من باب العطف، كقولك: لم يقم زيد ولا عمرو، «الواو» عاطفة و «لا» توكيد للنّفى، وكقولك: والله لا فعلت ثمّ والله لا فعلت، «ثمّ» عاطفة و «الواو» قسم، وتقول: جاءنى زيد ولكن عمرو لم يجئ، ف «الواو» هي العاطفة، و «لكن» للاستدراك، و «عمرو» رفع بالابتداء، وتقول: اضرب إمّا
(١) هو الأحوص. انظر: حواشى ديوانه ١٩٠ - ١٩١. وانظر: الأصول ١/ ٣٢٦، ٢/ ٢٢٦ والخصائص ٢/ ٣٨٦ والهمع ٣/ ٣٩، ٢٤٠، ٥/ ٢٢٨، ٢٧٥، المعني ٣٥٧، ٦٥٩ وشرح أبياته ٦/ ١٠٢ والخزانة ١/ ٣٩٩ و ٢/ ١٩٢ و ٣/ ١٣١. ذات عرق: موضع بالحجاز. (٢) هو يزيد بن الحكم. وانظر: الخصائص ٢/ ٣٨٣ والتصريح ١/ ٣٤٤ و ٢/ ١٣٧ والهمع ٣/ ٢٤٠ والخزانة ٣/ ١٣٠.