تقول: ضرب زيد عمرا (١) الكريمان، ولا الكريمين. فإن اتّفقا في المعنى، واختلفا فى الإعراب - والعامل واحد - نحو: ضارب زيد عمرا؛ لم يجز وضعهما بصيغة واحدة، عند البصريين (٢)، وأجازه بعض الكوفيّين؛ نظرا إلى المعنى، فمنهم من (٣) يقول: العاقلان، لا غير، ومنهم (٤) من يقول: العاقلان، والعاقلين، أيّهما شاء. فإن اتّفق الاسمان في الإعراب، واختلف العاملان، فلا يخلو: أن يكونا مختلفين في اللّفظ، والمعنى، أو في اللّفظ دون المعنى، أو في المعنى دون اللّفظ، نحو: أقبل زيد وأدبر عمرو، وقعد زيد وجلس عمرو، ووجد زيد، من الغني، ووجد عمرو، من الغضب، فإنّ سيبويه يجيز - فى ذلك كلّه - العاقلان (٥)، وغيره (٦) يأباه، مع اتّفاقهم على جواز: اختلف زيد وعمرو العاقلان.
فإن اتّفق الاسمان في الإعراب، والعامل، لفظا ومعنى - نحو: قام زيد وقام عمرو [العاقلان](٧) - فالنّحويّون كلهم يجيزونها، إلّا ابن السّراج، فإنه أبي ذلك، إلا أن يعتقد في العامل الثانى التكرير (٨).
(١) انظر: الهمع ٥/ ١٨١. (٢) انظر: الهمع في الموضع السابق. (٣) وهو الفرّاء. انظر: الهمع ٥/ ١٨٢. (٤) وهو ابن سعدان. انظر: الهمع، في الموضع السابق. (٥) انظر. الكتاب ٢/ ٥٩ - ٦٠. (٦) وهو المبرد. انظر: المقتضب ٤/ ٣١٥. (٧) تتمّة يلتئم بمثلها الكلام. (٨) انظر: الأصول ٢/ ٤٢، ٦٥.