النوع الثاني: الإضافة غير المحضة، وهى أربعة أصناف:
الصّنف الأوّل: اسم الفاعل، إذا كان بمعنى الحال، والاستقبال، نحو:
ضارب زيد الآن وغدا، وراكب فرس، فهذا لم يفد تعريفا محضا؛ لوصفك النكرة به، قال الله تعالى:" فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ"(١)، وقال - عزّ من قائل - " هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا"(١)؛ ولدخول" ربّ" عليها، تقول: ربّ راكب فرس لقيت، وهذا الحكم موجود في الأصناف الثّلاثة الباقية.
وللعرب في قولهم:" واحد أمّه" و" عبد بطنه" قولان: أكثرهما:
التّعريف، وأقلهّما: التنكير (٢)، فمن نكّرهما، فلدخول" ربّ" عليهما في قوله (٣):
أما ويّ إنيّ ربّ واحد أمّه ... أجرت فلا قتل لديّ ولا أسر
ومن عرّفهما (٤) جعلهما بمنزلة: نسيج وحده؛ كأنّه عنى بواحد أمّه: الكامل النّبيه، وبعبد بطنه: الناقص الوضيع، والضمير فيهما، لا يرجع إلى" واحد"، ولا إلى" عبد"، وإنّما يرجع إلى غيرهما، إمّا مبتدأ، أو موصوف، تقدّم ذكرهما.
الصّنف الثّاني: الصّفة الجاري إعرابها على ما قبلها، وهي في الحقيقة
(١) ٢٤ / الأحقاف. (٢) فى المسائل الحلبّيات لأبي عليّ الفارسى ٢٤٥:" .. فإن قلت: فقد حكى أبو الحسن أنّ بعض العرب يجعل" واحد أمّه" و" عبد بطنه" نكرة، ويدخل عليه" ربّ" وأنشد: أماويّ .. البيت، فقد حكي هذا وقال - مع ذلك -: الوجه الجّيد: أن يكون معرفة، وهو أكثر .. ". (٣) هو حاتم الطائيّ. انظر: ديوانه ٢١٢. وانظر: المسائل الحلبيات ٢٤٥ والخزانة ٤/ ٢١٠، ٢١٨ والهمع ٤/ ٢٧٠ واللسان (وحد). أما ويّ: منادى مرخّم (ماويّة) وهى زوجة حاتم. أجرت: أمّنته مما يخاف. (٤) فى الأصل: ومن عرفها جعلها.