وتركه، تقول: عيّ بأمر زيد، وعيي (١)، ومنه قوله تعالى:" وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ"(٢) و «حيي»(٣)، وهذا الإدغام مختصّ ببناء فعل، وأفعل، واستفعل وفوعل (٤)، فإذا أدغمت:
أحيي، واستحيي، نقلت حركة الياء الأولى إلى الحاء ثم تدغمها في الياء الثانية فتقول: أحيّ واستحيّ، وإن أدغمت: فوعل سكّنت الياء الأولى ولا تنقل حركتها؛ لأنّ واو: فوعل لا تحتملها، وتحجز بينها وبين الحاء أن تنقل إليها (٥)، فتقول في، حويي: حويّ، فالإدغام يفتقر إلى شريطتين:
إحداهما: أن تكون الياء الآخرة متحركة حركة لازمة، فإن كانت عارضه لم تدغم كقوله تعالى:" أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى "(٦). والثانية: أن لا تكون الياء الأولى مفتوحة؛ لأنّها إذا انفتحت انقلبت الثانية ألفا، نحو: أحيا، واستحيا وحايا، وكذلك قالوا في الاسم بالإظهار
(١) الكتاب ٢/ ٣٨٧، التكملة ٢٧١، المنصف ٢/ ١٨٨. (٢) سورة الأنفال: ٤٢. (٣) قراءة نافع وعاصم وقنبل وأبي جعفر، ويعقوب، وخلف، وابن محيصن، والبزي والباقون قرأوا بالإدغام. انظر: الإتحاف ٢٣٧، إعراب القرآن للنحاس ١/ ٦٧٨، البحر المحيط ١/ ٥٠١، التيسير ١١٦، الحجة لابن خالويه ١٧١، حجة القراءات ٣١١، السبعة ٣٠٧، الغيث ٢٣٤، الكشف لمكي ١/ ٤٩٢، النشر ٢/ ٢٧٦. (٤) المفصّل ٣٩٢. (٥) تحجز، أي: الواو تحول دون نقل حركة الياء الأولى إلى فاء الفعل (الحاء) ... فيلتقى ساكنان على حدّه، ثمّ يدغمان. (٦) سورة القيامة ٤٠.