كتاب البديع في علم العربية

الحرف الخامس: الميم ... ولها ثلاثة أحكام - الحكم الثالث: فى إبدالها. - ج: 2 - ص: 533

أمّا النّون فهو إبدال مطّرد فى كلّ نون ساكنة وقعت بعدها باء، تقلب فى اللفظ ميما، نحو: عنبر ومنبر، وشنباء (١)، وعن بكر (٢)، فإن تحركت النون ظهرت، نحو: شنب، وعنب (٣)، وقد جاء لرؤبة:

وكفّك المخضّب البنام (٤)

يريد البنان، وقد جمعوا بينهما فى القافية؛ لقرب المخرج.

وأمّا اللّام فما روى عن النّبىّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (ليس من امبرّ أمصيام (٥) فى امسفر (٦) يريد: ليس

من البر الصيام فى السفر، فأبدل لام المعرفة ميما [وهو شاذ (٧)] لا يقاس عليه (٨)، وقيل:

---

(١) الكتاب ٢/ ٣١٤؛ التكملة ٢٤٤، سر الصناعة ١١٥ ب، التصريف الملوكى ٤٠، التبصرة والتذكرة ٢/ ٨٦٠، والشنباء: ذات الأسنان الحادّة، وقال ابن السرّاج فى الأصول ٢/ ٥٧١ (ر): (وسمعت الأصمعيّ يقول: الشّنب برد الفم والأسنان).
(٢) الأصول ٢/ ٥٧٠ (ر)، التبصرة والتذكرة ٢/ ٨٦٠.
(٣) الأصول ٢/ ٥٧١ (ر)، التكملة ٢٤٤، التصريف الملوكى ٤٠.
(٤) ينسب إلى رؤبة، وقد ألحق مع غيره في ديوانه ١٨٣ وهو قوله:
يا هال ذات المنطق التمتام ... وكفك المخضب البنام
قوله: (وكفك) قيل: الواو للقسم، وقيل: للعطف عطفت" كفك" على المنطق".
والبيت فى: سر الصناعة ١٦ أ، شرح شواهد الشافية ٤٥٥ - ٤٥٩، شرح الشافية ٣/ ٢١٦، شرح المفصل ١٠/ ٣٣، المفصل ٣٦٦، المقرب ٢/ ١٧٦، الممتع ١/ ٣٩٢.
(٥) ك: صيام.
(٦) روى أحمد في مسنده ٥/ ٤٣٤ عن كعب بن عاصم الأشعري رضي الله عنه وكان من أصحاب السقيفة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:" ليس من امبر امصيام فى امسفر) قال الأرناؤوط محقق جامع الأصول ٦/ ٣٩٦ هـ ٣: (وإسناده صحيح) وروى ابن جني في سر الصناعة ١١٦ أ: أنّ راويه النّمر بن تواب رضي الله عنه، وأنه لم يرو غيره.
(٧) تكملة من (ب).
(٨) سر الصناعة ١١٦ أ.