الأصل فقالوا: بنويّ (١)، ولو سمّيت رجلا بمساجد لقلت: مساجديّ.
وأمّا جمع الصّحّة: كالزيدين والهندات ولا فرق بين أن يكون متعلقا على الجمع أو على الواحد، فلا بدّ من حذف الزيادتين اللّتين في آخره (٢) تقول في رجل اسمه زيدون: زيديّ، وفي جماعة كلّهم زيد: زيديّ (٣)، وكذلك هندات في المؤنّث: هنديّ - للواحدة والجماعة.
فإذا سمّيت رجلا بتمرات قلت: تمريّ - بفتح الميم، وإن كان جمع تمرة قلت: تمريّ - ساكن الميم. وقالوا في أذرعات: أذرعيّ (٤)، وفي عانات (٥): عانيّ.
وإذا نسبت إلى نحو: نصّيبين (٦)، ويبرين (٧)، وقنّسرين (٨)، فلك فيها مذهبان: إن جعلت النون للجماعة أجريته مجرى جمع الصحة، فقلت:
(١) خلط المؤلف - رحمه الله - هاهنا، فالنسب إلى أبناء فارس: بنويّ. انظر: الكتاب (٢/ ٨٨)، المخصص (١٣/ ٢٤٦)، الصحاح (٦/ ٢٢٨٧)، الغرة - لابن الدهان (٢/ ٢٣٦ آ)، وقد التبس عليه الأمر حينما رأى ابن السراج قال في الأصول (٢/ ٤٢٢) (ر): (وعلى ذا قالوا في الأبناء: أبناويّ). ورأى الفارسي قال في التكملة (٦٤): (ومن ثم قال من قال في الأبناء: أبناويّ، ومن رده إلى الواحد قال: بنويّ، جعله مثل فرضيّ). وابن السراج والفارسي لم يخصصا القول في أبناء فارس، بل إن ابن السراج يقصد بالأبناء: أبناء سعد بن زيد مناة بن تميم. (معجم قبائل العرب: ١/ ٣). فهم الذين ينسب إليهم ب. أبناويّ نصّ عليه سيبويه في الكتاب (٢/ ٨٩)، والمبرد في المقتضب (٣/ ١٥١)، والجوهريّ في الصحاح (٦/ ٢٢٨٧)، وابن سيده في المخصص (١٣/ ٢٤٨)، والرضي في شرح الشافية (٢/ ٧٩ - ٨٠)، الذي قال: (وقالوا في النسب إلى أبناء فارس ... : بنويّ على القياس، مع أنهم جماعة مخصوصة كبني سعد بن زيد مناة)، وكان قد قال: (أبناويّ في النسب إلى أبناء وهم بنو سعد بن زيد مناة). أما الفارسي فقد جاء بالنسب إليهما. (٢) الكتاب ٢/ ٨٦)، المقتضب (٣/ ١٦٠). (٣) انظر: الغرة - لابن الدهان (٢/ ٢٣٦ آ، ب)، والتكملة (٦٢)، والأصول (٢/ ٤٢٠) (ر). (٤) بكسر الراء - كما في الكتاب (٢/ ٨٦)، وفي الصحاح (٣/ ١٢١١)، وفي معجم البلدان (١/ ١٣٠ - ١٣١) (أذرعيّ) - بفتح الراء. (٥) في النسختين بالتاء المربوطة، والصحيح ما أثبته. انظر الكتاب (٢/ ٨٦)، والغرة (٢/ ٢٣٦ ب). وعانات: قال ياقوت في معجم البلدان (٤/ ٧٢): (عانة: بلد مشهور بين الرقه وهيت، يعد في اعمال الجزيره وجاء في الشعر عانات كأنّه جمع بما حوله). (٦) نصّيبين: مدينة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام بينها وبين سنجار تسعة فراسخ، وبينها وبين الموصل ستة أيام. (معجم البلدان: ٥/ ٢٨٨). (٧) يبرين: قرية من قرى حلب - بسورية. (معجم البلدان: ٥/ ٤٢٧). (٨) قنّسرين: قرية كان بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم. كما قال ياقوت في المعجم (٤/ ٤٠٤). وهي حي من أحياء حلب الآن.