والاختلاط: الجماع، قال القرطبي (١): وعلى هذا ينبغي أن يكون جهدها: نكحها.
قلت: وعلى هذا القول لا يحتاج أن يجعل قوله: "بين شعبها" كناية عن الجماع فإنه صرح به بعد ذلك كما قاله هذا القائل.
ثانيها: بلغ مشقها، قال أهل اللغة: يقال جهدته [و](٢) اجتهدته: بلغت مشقته، وهذا أيضًا لا يراد حقيقته وإنما المقصود منه
وجوب الغسل بالجماع وإن لم ينزل، فهو كناية [يكتفى](٣) بفهم المعنى منها عن التصريح.
ثالثها: -قال القاضي (٤) عياض: وهو الأولى-: أن يكون جهدها: بلغ جهده فيها، والجهد: الطاقة، وهو إشارة إلى الحركة وتمكين صورة العمل، وهو نحو قول الخطابي [يحفرها](٥) أي كدها بحركته، وإلَاّ فأي مشقة بلغ بها في ذلك؟
وقيل: طلب منها مثل ما فعل بها، يقال: جهدته، إذا حملته أن يبلغ جهده، قال ابن الأنباري. وقال ابن العربي (٦): هو من
(١) المفهم (٢/ ٧١٨). (٢) في ن ب (أو). (٣) في ن ب (عن). (٤) مشارق الأنوار (١/ ١٦١). (٥) في ن ب (حفرها)، وهذا مما يرجح ما وقع في ت (٥)، (٨٦). انظر: أعلام الحديث (١/ ٣١٠). (٦) في العارضة (١/ ١٦٧): قوله: والمروي "اجتهد" رواية لمسلم (٣٤٨)، وللدارقطني "واجتهد"، وفي لفظ "وأجهد نفسه" (١/ ١١٣)، البيهقي في =