فمن الأول: قولهم: زكى الزرع، أي نما. فالمال ينمو بإخراج الزكاة من حيث لا يرى. وإن كان في الظاهر يحس بالنقصان. وقد صح أنه -عليه الصلاة والسلام- قال:"ما نقص مال من صدقة"(١) وقد وقع ذلك لبعض الصالحين، فوجد وزن ما عنده كما كان قبل الصدقة.
وقيل: يزكو عند الله أجرها كما صح أن الله -تعالى- يربي الصدقة حتى تكون كالجبل.
وقيل: لأن متعلقها الأموال ذات النماء فسميت بالنماء لتعلقها به.
ومن الثاني: قوله -تعالى-: {وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}(٢)، وقوله:
(١) مسلم (٢٥٨٨)، ومالك في الموطأ (٢/ ١٠٠٠)، وابن خزيمة (٢٤٣٨)، والترمذي (٢٠٢٩)، والبغوي (١٦٣٣)، وابن حبان (٣٢٤٨)، والدارمي (١/ ٣٩٦)، والبيهقي (٤/ ١٨٧)، وأحمد (٢/ ٢٣٥، ٣٨٦، ٤٣٨). انظر زيادة في معناه: الاستذكار (٢٧/ ٤٢٦). (٢) سورة التوبة: آية ١٠٣.