٣٥٦/ ٢/ ٦٨ - عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول ما يُقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء"(١).
الكلام عليه من وجوه:
أحدها: فيه تعظيم أمر الدماء، فإن البداءة إنما تكون بالأهم فالأهم، وهي حقيقة بذلك، فإن الذنوب تعظم بحسب المفسدة الواقعة بها، أو بحسب فوات المصالح المتعلقة بعدمها. [وهدم](٢) البنية الإِنسانية من أعظم المفاسد، فإن الله خلقها في أحسن تقويم، وسخر لها ما في السموات وما في الأرض، بل هو أكبر الكبائر بعد الشرك كما نص عليه الشافعي [-رضي الله عنه-](٣)، وهذا إذا
(١) البخاري (٦٥٣٣)، ومسلم (١٦٧٨)، والترمذي (١٣٩٦، ١٣٩٧)، والنسائي (٧/ ٨٣)، وابن ماجه (٢٦١٥، ٢٦١٧)، وأحمد (١/ ٤٤٠، ٤٤١، ٤٤٢)، والبغوي (٢٥٢٠)، وأبو يعلى (٥٢١٥)، والطيالسي (٢٦٩)، والبيهقي (٨/ ٢١). (٢) في المخطوطتين (وعدم). (٣) زيادة من ن هـ.