قال القرطبي (١): وهو الصواب فإن الساكن ظرف، والمفتوح اسم، فإذا قلت: حفرت وسط الدار [بئراً كان معناه حفرت في الجزء المتوسط منها، ولا تقول حفرت وسط الدار](٢) بالفتح إلَّا أن تعم الدار بالحفر.
وأما القاضي عياض (٣): فقال: ضبط بالسكون والوجه عندي الفتح، وهو مقتضى ما قاله أهل اللغة فإنهم قالوا: جلست وسط القوم بالإِسكان أي بينهم، وجلست وسط الدار بالفتح، فكل موضع صلح فيه بين فهو وسط بالإِسكان وإن لم يصلح فيه بين فهو وسط بالفتح.
قال الجوهري (٤): وربما سكن وليس بالوجه، ويستحيل تقدير بين في الحديث لأن بين لا تضاف إلَّا إلى شيئين فصاعداً، تقول: المال بين زيد وعمرو. ولا يصح بين زيد، وأما قوله -تعالى-: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}(٥) فإنما أضيف إلى ذلك وإن كان مفرداً لوقوع الإشارة به إلى شيئين وهما الفروضة والبكارة، وأما قوله -تعالى-: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}(٦)، فلما في "أحد" من معنى العموم [ويدل على أن فيها معنى العموم](٧) قوله -تعالى-:
(١) المفهم (٣/ ١٦٠٩). (٢) زيادة من ن ب د، وموجودة في المفهم. (٣) انظر: مشارق الأنوار (٢/ ٢٩٥). (٤) انظر: مختار الصحاح (٢٩٩)، وقد سبق التعليق عليه. (٥) سورة البقرة: آية ٦٨. (٦) سورة البقرة: آية ٢٨٤. (٧) زيادة من ن ب د.