وفي مذهب مالك أنها من الرغائب، لأنها قالت: من النوافل. ولم تقل من السنن.
والمالكية فرقوا سنين السنة والرغيبة والنافلة. فقالوا: السنة آكدها، ثم الرغيبة، ثم النافلة.
فما واظب عليه في الجماعة مظهرًا له فهو سنته.
وما لم يواظب [عليه](١)[وحده](٢)[وعده](٣) من النوافل فهو فصيلة.
وما واظب عليه ولم يظهره كركعتي الفجر ففيه قولان:
أحدهما: سنته.
والثاني: فضيلة. وهذا اصطلاح لا أصل له (٤)، وقد بينا السنة
(١) زيادة من ن ب. (٢) في ن ب ساقطة. (٣) في الأصل ساقطة. (٤) الرغيبة، أي: مرغوب فيها، وهي ما فوق المندوب ودون السنة. قال ابن عبد البر -رحمنا الله وإياه- في الاستذكار (٥/ ٣٠٠). وعلى ما ذكرت لك جمهور الفقهاء، إلَّا أن من أصحابنا من يأبى أن يسميها سنته، ويقول: هما من الرغائب وليستا سنته. وهذا لا وجه له ومعلوم أن أفعال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلها سنه يحمد الاقتداء به فيها، إلَّا أن يقول - صلى الله عليه وسلم -: إن ذلك خصوص لي، وإنما يعرف من سنته المؤكدة منها من غير المؤكد بمواظبته عليها وندب أمته إليها؛ وهذا كله موجود محفوظ عنه - صلى الله عليه وسلم - في ركعتي الفجر. وتسميتها سنه هو قول الشافعي وإسحاق وأحمد بن حنبل، وأبي ثور وداود وجماعة أهل العلم. اهـ.