للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

القاصِمَةُ: هذا الاسْمُ من الأسْماءِ المذكورَةِ في الكُتُب السَّماويَّة، وهي مِنَ الأسْماءِ العَشر التي في التوراة قَدْ ذكرناها في العذراءِ. وهي مُشْتَقَّةُ من قَصَمَ الشَّيءَ يَقْصِمُه، إذا كسره وأبانَه، فانْقَصَم وتَقَصَّم: انكسر. والقاف والفاء سواءٌ في ذلك؛ تقول: فَصَمَهُ يَفْصِمُهُ إذا كسره، فانفَصَمَ وتَفَصَّمَ (١).

والقَصْماءُ: المَعْزُ المَكْسُورةُ القرنِ. ورجلٌ أقْصَمُ الثَّنِيَّةِ، أي: مُنْكَسِرُها من النِّصْف فهو بيِّنُ القَصَمِ. وَشَيءٌ قَصِمٌ بكسر الصَّاد: سريعُ الانكسار. سُمِّيَتْ بِها لأنَّها قَصَمَت كُلَّ جبَّار عناها، وكَسَرَتْ كُلَّ مُتَمَرِّدٍ أتاها وخَطَاها (٢)، كما أن مَكَّةَ سُمِّيَتْ مَكَّةَ لأنَّها تَمُكُّ الفاجِرَ وتَمُصُّه، كما تَمُكُّ العَظْمَ وتَمُصُّ لاستِخْراجِ مُخِّه، إِذْ تُخْرِجُهُ مِنْها كما يُخْرَجُ المُخُّ (٣).

فَهِيَ قاصِمَة، كم قَدْ أَدْخَلَتْ مِنْ جَبَّارٍ في خبر كان، وقربت بَيْنَ طَرفَي الزَّمانِ والمكانِ. كم أَصْعَل من صَعْل (٤) عَصَلَتهُ بعاصِلِ (٥) داود، وكم أَفْلَجَ مِنْ


= المهاجرون على الأوس والخزرج. وقال: كذا في النسخة التي وقفت عليها من كتاب ابن زبالة، ونقله المجد عن الزبير بن بكار راوي كتاب ابن زبالة. زاد السمهودي مما أوله حرف الفاء: الفاضحة.
(١) قال أبو عبيدة: القصم بالقاف: هو أن ينكسر الشيء فيبين، … وأما الفصم بالفاء: فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يبين. اللسان (فصم) ١٢/ ٤٨٥.
(٢) قال ابن سيده: أرى ذلك لأنها قصمت الكفر، أي: أذهبته. اللسان (قصم) ١٢/ ٤٨٦.
(٣) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ص ٤٨.
(٤) هكذا في الأصل، ولم أتبين المراد ولعل المقصود بالصعل: الدقيق الرأس والعنق، أو الطويل. اللسان (صعل) ١١/ ٣٧٨. ولعل المقصود بالصعل هنا الرَّجل الشجاع، أو المراد ما جاء في الحديث: "استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحول بينكم وبينه من الحبشة رجل أصعل أصمع". غريب الحديث للهروي ٢/ ١٤٠.
(٥) العاصل: السَّهم الشديد. القاموس (عصل) ص ١٠٣٢.