وإِنفاقٍ جزيل، ووقفَ نَخلاً من أحسن النَّخيل، ويذكر دائماً أنَّه في سادس رجب يكون الرَّحيل.
ويُحكى عنه أنَّه أكل عند بعض العلماء طعاماً فَغَصَّ بلحمةٍ شَهِقَ منها شَهْقةً ما شكَّ أحدٌ أنَّه مات، ثمَّ ازْدَرَدَها (١) وأفاق، وقال: خفتُ على أني أموت اليوم، لا، بقي لي كذا وكذا يوماً وأموت، فكان كما قال رحمة الله عليه.
٨٢ - محمدُ بنُ عبدِ العزيز الجَبَرْتيُّ (٢)، شمسُ الدِّين، كان من رؤساء المدينة المذكورين بالثَّراء والكرم، المشهورين بالسَّخاء وعلوِ الهِمَم، مَلِثٌ (٣) مِفْضَال، وأَثعلُ (٤) فِعال، غَمَر مَعَارفه بالطَّول والنَّوال (٥)، وهو عن العُسر والشَّكاسَةِ خالٍ، وعند العشرة بالسَّماحة لُهْمُوم (٦) خَال (٧).
وَلِيَ شهادة الحرم الشَّريف والنَّظر على جميع حواصله وعماراته، فكان المنصب مُعرباً عن تباشير خبره وإماراته، فاستوى أمرُهُ وانبرم، وغلَب أقرانَه بالفخر والكرَم، وصار إليه المرجعُ في جميع الآراءِ الصَّادرة عن شيوخ الحرم.
وكان على المكارم من المثابرين، وسبقَ في حَلْبة الفَخَار العَابرين والغَابرين، وحوى من مفاخر الأملاك والأموال مالم يَحوِه مثلُهُ أحدٌ من أولاد المجاورين.