ومنها: التُّربةُ التي أمر بإنشائها في صدر البقيع فافتخر بِها على آخرها، أخلص نواته قاصداً أَنْ يكون مدفنَه بعد عمرٍ طويل، ويأوي إليه لِنَيل شَرفِ الجوار إذا نُودي بالرَّحيل، وللمنقطعين بالمدينة من عوارفه رزق دار، وعيش تارّ (١)، وقلب سار، وأملُهم في مضاعفته بجميل عاطفته حقيقٌ سَديد،/٤٨٣ وحَبْلُ رجائهم في مرادفته ومكاتعته وثيقٌ شديد.
وله بمكةَ رباطٌ بذكر الله معمور، ولوقوعه في لصق أمن الله و سجاح (٢) نَهي الله بالنُّور مغمور.
وله سجايا ملوكيةٌ تتصل بي أخبارها، لكن أضرعُ إلى الله في تيسير النّظر إلى مُحيَّاه لتغمرني أنوارها (٣)، فأثبت حينئذٍ أدلة صالحة ناشئة البنيان، وأخبر عن النَّظر، فإن البَوْن كبيرٌ بين الخبر والعِيان.