٣٤ - الشَّيخُ شهابُ الدِّين الصَّنعانيُّ (١)، الفقيهُ الشَّافعيُّ، الإمامُ العَلاَّمة، والحَبرُ الخيِّرُ السَّالكُ طريقَ السَّلامة، كان ملازماً للمسجد والعبادة، ذِكْراً وصلاةً وصياماً، معظِّماً لله سبحانه، حتى إنَّه لم يحلف بالله منذ خمسين عاماً، وباشر الحكم نيابةً عن القاضي سراج الدين، فَحُمِدت سيرته، وشُكرت سريرته، لا يعرف لغير الله الغضب والحِدَّة، ولا يألفُ الصَّلابة واليَباسة والشِّدَّة، خُلقه اللُّطف والسَّجاحة (٢)، وهِجِّيرُهُ (٣) الفضلُ والسَّماحة، وكلُّ أخلاقه سديدة، مع التصانيف الحميدة العديدة، مات سنة خمسٍ وثلاثين وسبعمائة.
٣٥ - شيحة بن هاشم بن قاسم بن مُهنَّا الحسينيُّ (٤)، وقد ذكرنا نسبه في ترجمة جدِّه قاسم، وولده جَمَّاز.
ولي الأمير شيحةُ المدينةَ سنة أربعٍ وعشرين وستمائة، انتزعها من الجمامزة ببأسه وسطوته، وحدِّة شوكته، وذلك أنَّ الأمير قاسم بن مهنَّا كان منفرداً بولاية المدينة من غير مشارك ولا منازع، فلمَّا توفي تولَّى مكانه أكبرُ أولاده جماَّزٌ جدُّ الجمامزة، واستمرَّ في ولايته إلى أَنْ توفي، ثمَّ استقرَّ في موضعه ولدُه قاسمُ بنُ جمَّاز ابنِ قاسم بن مهنَّا، واستمرَّ فيه إلى أَنْ قتله بنو لام،