ألا إنَّ سلمى اليومَ جَذَّتْ قُوى الحبلِ … وأرضَتْ بنا الأعداءَ من غيرِ ما ذَحْلِ
كأنْ لم تجاورْنا بأكنافِ مَثْعَرٍ … وأخزمَ أو خَيفِ الحُميراء، ذي النَّخلِ
الحِمَى، بالكسر والقصر. وأصله في اللغة: الموضع الذي فيه كلأٌ يُحمى من النَّاس أن يرعوه، والحِمَى يُمدُّ ويقصر، فمَنْ مدَّه جعله مِنْ: حَامَى، يُحامي، مُحاماةً، وحِمَاءً.
قال ابنُ خالويه (٢): حجَّةُ مَنْ مدَّه قولهم: نفسي لك الفِداءُ والحِماءُ.
ويكتب المقصور بالياء والألف، لأنَّه حُكي في تثنيته: حِمَوان، وهو شاذٌّ. قال الأصمعيُّ: الحِمى حِمَيان: حِمَى ضَرِيَّةَ، وحِمَى الرَّبَذة.
/٢٩٨ قال صاحب (المعجم)(٣): ووجدتُ أنا: حِمى فَيْد، وحِمى النِّير، وحِمَى ذي الشَّرى، وحمى النَّقيع.
فأمَّا حِمى ضَرِيَّةَ فهو أشهَرُها وأسيرُها ذِكراً. وهو كان حِمى كُليب بن وائل (٤)، فيما زعم لي بعض [أهل] بادية طي. قال: وذلك مشهورٌ عندنا بالبادية، يرويه كابرنا عن كابر.
(١) ديوانه ص ١٧٨، الزهرة ١/ ٢٤١، معجم البلدان ٢/ ٣٠٦. مَثْعر: وادٍ من أودية القبلية، وهو ماءٌ لجهينة. معجم البلدان ٤/ ٥٤. (٢) الحسن بن أحمد، أحد أئمة اللغة، قرأ على أبي سعيد السيرافي، وصحب سيف الدولة الحمداني. وأدَّب بعض أولاده، من كتبه (إعراب ثلاثين سورة من القرآن)، و (ليس في كلام العرب). توفي سنة ٣٧٠ هـ بحلب. معجم الأدباء ٩/ ٢٠٠، إنباه الرواة ١/ ٣٥٩، بغية الوعاة ١/ ٥٢٩. (٣) هو ياقوت الحموي. معجم البلدان ٢/ ٣٠٨. (٤) كليب بن ربيعة، وهو كليب وائل. قاد ربيعة ومضر وقضاعة يوم خزارى إلى اليمن. كان يضرب به المثل في العز في الجاهلية. المحبر ص ٢٤٩، المعارف ص ٩٦.