يا من على الأرض من غادٍ ومُدَّلِجِ … أَقْري السلامَ على الأبيات من أَمَج
أقري السلامَ على ظَبْيٍ كَلِفْتُ به … فيها أغنَّ غضيضِ الطَّرْف من دَعَجِ
من لا يُبلِّغُه عني تحيتَه … ذاق الحِمامَ وعاش الدّهر في حَرَجِ
قال: فلم أدر إلا وشيخ كبير [يتوكأ] على عصا يَهْدِجُ (١) إليَّ، فقال: يا فتى،
أنشدك [الله] إلا رددت إلي الشعر! فقلت: بلحنه؟ فقال: بلحنه. ففعلت، فجعل يتطرب، فلما فرغت قال: أتدري من القائل لهذا الشعر؟. قلت: لا. قال: أنا والله قائله منذ ثمانين سنة، وإذا الشيخُ من أهل أَمَج (٢).
الأنعَم - بفتح العين- جبل ببطن عاقل (٣)، بين اليمامة والمدينة عند مَنْعِج (٤) وخزاز (٥).
وهو الجبل الذي بَنَى عليه المُزني وجابر بن علي الرَّبَعي (٦)، وفيه يقول الشاعر:
(١) الهَدَجان والهُدَاج: مِشْية الشيخ. القاموس (هدج) ص ٢١٠. (٢) معجم البلدان ١/ ٢٥٠، وما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدركته منه. (٣) قال الشيخ حمد الجاسر (المغانم ١٩): (بطن عاقل: وادٍ بقرب بلدة الرس في القصيم، من روافد وادي الرمة، وفيه مزارع لأهل الرس، ولا يزال معروفاً باسم: العاقلي). (٤) سيأتي التعريف به في حرف الميم. (٥) قال الحازمي: (الزاي الأولى مخففة، جبل بين منعج وعاق، بإزاء حمى ضَرِيَّة). الأماكن ١/ ٤٠٠. (٦) تعقبه السمهودي في وفاء الوفا ٤/ ١١٣٢ بأن الجبل الذي بنى عليه المزني وجابر بن علي الرَّبعي إنما هو: الأَنْعُم-بضم العين- جبل بالمدينة، وسيأتي عقب هذا. قال الشيخ حمد الجاسر (المغانم ٢٠): (والجبل الذي ببطن عاقل قرب حمى ضرية-أي: في نجد- بعيد عن المدينة مسافات شاسعة). (٧) البيت في معجم ما استعجم ١/ ٢٠٠، ونسبه لبشر بن أبي خازم. وجاء عجز البيت فيه: (تبدو معالمها كلون الأرقم).