ذو كَرَمٍ يُلقح آمال الرِّجال بلواقح رِياحه، ويَملأُ أطراف الحرم بشوامخ صباحه. كان إذا سمع هَدَّةً أو صوتاً مُزعجاً من انكسارِ قِنْديلٍ أو انحسار طِرْبيل (٣)، قابله بصيحةٍ أجفت جَرْسَهُ (٤)، وأعدمَتْ حِسَّه، وسكَّنت رحبه، وضيَّقت بزعزعته نحبه.
ومن غريب ما يُذكر عنه أنَّه عطَس مرَّةً من المِرار، فوقعَ لهيبته المُؤذِّنُ من أعلى المنار. وله في الحرمِ الشَّريف آثارٌ حسنَة، ربَط بِها في سِجلِّ السَّعادة رَسَنَهُ، ومن أظهرِها وأشهرِها، وأعلاها وأفخرها؛ بناءُ المنارة التي أنشأها بباب السَّلام، وشهد بحُسنها ولياقتِها لسانُ الإجماعِ على رُؤوس الأعلام.