لِمَنْ دِمْنَةٌ عاديةٌ لم تُؤنَّسِ … بِسِقْطِ اللِّوى بين الكُثيبِ فَعَسْعَسِ
وقال الأصمعيُّ: الناصفةُ ماءٌ، وجبل الناصفة عسعس. قال (١):
ألم تسأل الرَّبْعَ القديمَ بعَسْعَسا … كأني أُنادي أو أكلّمُ أَخْرَسا
فلو أنَّ أهلَ الدَّار بالدَّار عرَّجوا … وجدت مقيلاً عندهم ومعرسا
وقال شاعرٌ جعفريٌّ لابن عمٍّ له (٢):
أعدَّ زيدٌ للطِّعانِ عَسْعَسا … ذا صهواتٍ وأديماً أملَسا
إذا علا غاربَهُ تأنَّسا
أَيْ: تبصَّرَ ليوم الطعان أعدَّ له الهرب، لجُبنه، يهزأ به.
قوله: (ذا صهوات)، أي: أعالي مستوية يمكن الجلوس فيها، وذا صهوات حالٌ لا صفة، لأنَّها نكرة، و (عسعسُ) معرفةٌ، وإن جعلتها صفةً عرَّفْتَ فقلت: ذا الصهوات، وجعلت (أديماً) عطفاً على (عسعسا)، أي: وأعدَّ أديماً.
عَسِيْبٌ: جبل بعالية نجد معروف، وهو لهذيل.
وفي المَثَل (٣): لا أفعل ذلك ما أقامَ عَسيب. قال امرؤ القيس (٤):
أجارتَنا إنَّ الخُطوبَ تَنوبُ … وإنِّي مقيمٌ ما أقامَ عَسِيبُ
أجارتَنا إنَّا غريبانِ ها هنا … وكلُّ غريبٍ للغريبِ نَسيبُ
والعَسِيبُ لغةً: جريدُ النَّخل إذا جُرِّد عن خُوصه، وعسيبُ الذَّنَب: مُستدَقُّه.
(١) البيتان لامرئ القيس، من قصيدة له قالها وهو يتوجع من مرضه بأرض الروم، وهما في ديوانه ص ١١٥ مع بعض الاختلاف، معجم البلدان ٤/ ١٢١ دون نسبة.
(٢) الرَّجز في معجم البلدان ٤/ ١٢١. الغارب: الكاهل، أو ما بين السنام والعنق. القاموس (غرب) ص ١٢٠، وفي الأصل: (جعفي)، والتصويب من (المعجم).
(٣) تهذيب اللغة ٢/ ١١٣، القاموس (عسب) ص ١١٤.
(٤) ديوانه ص ٧١، معجم البلدان ٤/ ١٢٤، شرح مقصورة ابن دريد لابن خالويه ص ١٩١.