٤٣ - الظَّهيرُ الأشرفيُّ (١) المسمَّى مختار، وهو كاسمه مختار، ولاَّه الملك النَّاصر في عام تسع عشرة وسبعمائةٍ، لمَّا دخل المدينة ووجد سعداً الضَّرير (٢)، فبادر إلى النَّكير، وتقدَّم بتولية الظَّهير، فجبر دمامة صورته، بإقامة صولته، وقرن حقارة هِبَّته (٣) بِحمَارَّة (٤) هيبته، أوعبَ حقوق الضِّعاف والفقراء، وأرعب قلوبَ الأشراف والأُمراء، واستعاد منهم ما تغلَّبوا عليه من الأوقاف، وهو قوَّالٌ للحقِّ عنده وقَّاف.
ومن جملة ما استخلص من المُتعدِّين الجوشن، والفُرن، والمارستان، ودار المدرسة الشّهابية في كذا كذا حديقةٍ وبستان.
وبشدَّة سطوته عزَّ الخُدَّام والمجاورون وأضاء ماموسهم (٥)، وقويت بهيبته على الظلمة نفوسهم، وقام بشوكته ناموسهم (٦)، وكان في المجاورين مَنْ ينتمي إلى الأشراف، ويلقى إلى آذانِهم من أحوال المجاورين ما يُؤْرِنُ (٧) الخلاف، وطمسَ هذه الحال، وأخرج لذلك جماعةً من الأشياع، وفَرَسَهم (٨)