رضعِه وفِطامه صيف خيال، وبين نقضه وتَمامه طوف رِيال (١)، وبين احترافه (٢) والْتِئَامِه فكرة، وبين افتراقه والتحامه خطرة.
٢٢ - حسن بن عيسى، أبو علي الحاحائيُّ (٣)، هكذا يُنسب، وليست نسبةً إلى بلد، ولعَّله من قولهم: حاء حاءَ بالغنم: إذا دعاه إلى الماء، أومن قولهم: حاحيت حِيحاءً، وليس له نظيرٌ في كلام العرب سوى عاعيتُ وهاهيتُ.
وكان الشيخ حسن من العلماء المتَّقين، وأئمة الصِّدق واليقين، الرَّاقي من مدارج الفضل إلى مصاعد المرتقين، وكان إماماً في مذهب مالكٍ وفي أصول الفقه وأصول الدين.
وأمَّا في علم الفرائض والحساب فكان رُحلةً (٤) للطَّالبين، وقِبلةً للقاصدين، وله من اللُّغة والأدب نصيبٌ صالح، وفي البحث يدُ مَنْ بأظفارِ الظَّفَرِ راشٍ (٥) مَنْ جالحه (٦) ولو مُجالح (٧). خصَّه الله تعالى من الفضل والورع بمواهب، فشغل وأفاد، وانتفع به جماعاتٌ من جميع المذاهب، وكان ساكناً رباط دُكالة في حجرة الأولياء، مصوناً في حميد طريقته عن شوائب السُّمعة والرِّياء، مُرغِّباً للطالبين في الطَّلب والاشتغال، جامعاً بين الهيبة القوية وحسن الخُلق ولُطف المقال. توفي رحمه الله عام تسعةٍ وأربعين وسبعمائةٍ تقريباً.