مجهودين، مضرورين، فأنزلهم عنده، وسألوه أن يُنحِّيهم من المدينة فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقاح له بفَيف الخَبار وراء الحِمَى.
وقال ابن إسحاق (١): وفي جمادى الأولى، غزا رسول الله صلى الله عليه قريشاً فسلك على نقب بني دينار من بني النجار، ثم على فيفاء الخبار.
وقال الحازميُّ (٢): هكذا وجدته مضبوطاً مقيداً بخط أبي الحسن بن الفرات بالحاء المهملة، والياء المشددة، والمشهور الأول.
وهو الصَّوابُ إن شاء الله تعالى.
وقال ابن إسحاق في غزوة العُشيرة (٣): إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلك على نقب بني دينار، ثم على فَيفاء الخبار، فَنَزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهَر، يقال لها: ذات السَّاق، فصلّى عندها فَثَمَّ مسجُده، وصُنع له طعام عندها فأكل منه وأكل النَّاس معه. فموضع أثافي البُرْمَة (٤) معلومٌ هناك، واستقيَ له من ماءٍ يقال له: المشترب.
خَبَّانُ، كقَبَّان: جبلٌ بين معدن النَّقِرَة (٥) وفَدَك (٦).
خَبْتٌ: علَمٌ لصحراء (٧)، بين مكة والمدينة.
(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٤١. (٢) في كتابه ما اتفق لفظه وافترق مسماه ١/ ٣٩٣. (٣) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٤١، حرفياً. (٤) الأثافي جمع أُثفية، وهو الحجر يُوضع عليه القِدْر. القاموس (أثف) ص ٧٩١. … والبُرْمة: هي قِدْرٌ من الحجارة. القاموس (برم) ص ١٠٧٩. (٥) موضعٌ بطريق مكة. وهو من منازل حاج الكوفة. معجم البلدان ٥/ ٢٩٨. (٦) فدك تقع بين خيبر وحائل، وسيأتي كلام المصنف عليها موسعاً في الباب الخامس. (٧) في الأصل: (بصحراء)، والصواب المثبت، كما في عمدة الأخبار ص ٣١٠.