للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لَقَدْ لَقِيتُ المَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ … إنَّ الجبانَ حَتْفُه مِنْ فوقِه (١)

قالت فَخَرَجَ - صلى الله عليه وسلم - من عِنْدِهِ فدخَلَ على بلالٍ - رضي الله عنه - فوجده يَهْجُرُ ويَقُولُ: ألا ليت شعري … البيتين، ثمَّ دَخَل - صلى الله عليه وسلم - على أبي أحمد بن جحش - رضي اللّه عنه - (٢) فوجده مَوْعُوكًا، فلمَّا جَلسَ إليه قال:

واحَبَّذا مكَّةَ من وادِي … أرْضٌ بِها يَكْثُرُ عُوَّادِي (٣)

أرْضٌ بِها تضْرَبُ أَوْتادي … أَرْضٌ بِها أهلي وأولادي

أَرْضٌ بِها أَمشِي بلا هادي (٤)

فَخَرَجَ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلَّم - وَدَعَا بأن يُنْقَلَ الوباءُ عَنِ المدينَةِ فَيُجْعَلَ بِخُمّ (٥).

وفي لَفْظٍ: أتى - صلى الله عليه وسلم - أبا بكرٍ - رضي الله عنه - يَعُودُه فقال:

لَعَمْرُكَ لولا الله أَصْبَحْت أشْتَكي … بِبَلْدة قومي حَيْثُ يَحْضُرُ عُوَّادي

والله مَنْ عاش أو ماتَ مُسْلِمًا … فسيَّانِ سادٍ كان أو لم يسودي

قالت - رضي اللّه عنها -: ولم يَقُل أبو بَكْرٍ - رضي الله عنه - غير هذين البيتين، ولا عمر - رضي الله عنه - غير بَيْتٍ واحد.

والحُبَاب، بضَمِّها. لقول رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهُمَّ كما أخرجتني مِنْ أَحَبِّ أرْضِكَ إلي، فأسكَني في أحَبِّ أرْضِكَ إِليْك" (٦) فَبِمُقْتَضى هَذين الحَدِيثينِ هي


(١) وفاء الوفا ١/ ٥٧.
(٢) أبو أحمد بن جحش الأسدي، واسمه عبد بغير إضافة، وقيل: عبد الله، أخو أم المؤمنين زينب بنت جحش، كان ضريرًا يطوف مكة أعلاها وأسفلها من غير قائد. أنساب الأشراف ١/ ٨٩ - ١٩٩، الإصابة ٤/ ٣.
(٣) في أنساب الأشراف: أرض بها أهلي وعوادي.
(٤) الأبيات في أنساب الأشراف ١/ ٢٠٠، وعدا الثاني في الإصابة ٤/ ٣.
(٥) خُمّ: موضعٌ شرق الجحفة. انظر الباب الخامس.
(٦) ذكره ابن عبد البر في الاستذكار ٦/ ١١٠، ثم قال: فهو حديث موضوع منكر، لا يختلف أهل =