قالت فَخَرَجَ - صلى الله عليه وسلم - من عِنْدِهِ فدخَلَ على بلالٍ - رضي الله عنه - فوجده يَهْجُرُ ويَقُولُ: ألا ليت شعري … البيتين، ثمَّ دَخَل - صلى الله عليه وسلم - على أبي أحمد بن جحش - رضي اللّه عنه - (٢) فوجده مَوْعُوكًا، فلمَّا جَلسَ إليه قال:
واحَبَّذا مكَّةَ من وادِي … أرْضٌ بِها يَكْثُرُ عُوَّادِي (٣)
والله مَنْ عاش أو ماتَ مُسْلِمًا … فسيَّانِ سادٍ كان أو لم يسودي
قالت - رضي اللّه عنها -: ولم يَقُل أبو بَكْرٍ - رضي الله عنه - غير هذين البيتين، ولا عمر - رضي الله عنه - غير بَيْتٍ واحد.
والحُبَاب، بضَمِّها. لقول رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهُمَّ كما أخرجتني مِنْ أَحَبِّ أرْضِكَ إلي، فأسكَني في أحَبِّ أرْضِكَ إِليْك"(٦) فَبِمُقْتَضى هَذين الحَدِيثينِ هي
(١) وفاء الوفا ١/ ٥٧. (٢) أبو أحمد بن جحش الأسدي، واسمه عبد بغير إضافة، وقيل: عبد الله، أخو أم المؤمنين زينب بنت جحش، كان ضريرًا يطوف مكة أعلاها وأسفلها من غير قائد. أنساب الأشراف ١/ ٨٩ - ١٩٩، الإصابة ٤/ ٣. (٣) في أنساب الأشراف: أرض بها أهلي وعوادي. (٤) الأبيات في أنساب الأشراف ١/ ٢٠٠، وعدا الثاني في الإصابة ٤/ ٣. (٥) خُمّ: موضعٌ شرق الجحفة. انظر الباب الخامس. (٦) ذكره ابن عبد البر في الاستذكار ٦/ ١١٠، ثم قال: فهو حديث موضوع منكر، لا يختلف أهل =