بل بلغ اهتمامه ﷺ بالعبيد في حياته مبلغًا عظيمًا، حتى أوصى بهم خيرًا حين موته وفي آخر كلامه، فعن علي ﵁ قال:«كَانَ آخِرُ كَلَامِ رَسُولِ اللهِ ﷺ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، اتَّقُوا اللهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»(٢)، وفي هذا كله دلالة على وجوب اللين مع الخدم والعمال والضعاف، واستحضار أن لاسيد إلا الله.
[الأثر السادس: حكم إطلاق اسم السيد على المخلوق]
تحرير محل النزاع:
اتفق العلماء على أن إطلاق اسم السيد على المنافق والكافر لا يجوز، لحديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال ﷺ: «لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ: سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ ﷿»(٣).
اختلف العلماء على إطلاق اسم السيد على المسلم، على ثلاثة أقوال، وهي:
القول الأول: الجواز، واستدلوا بعدد من الأدلة، منها:
(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٣٢٨). (٢) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٥٩٥)، والبخاري في الأدب المفرد، رقم الحديث: (١٥٨)، حكم الألباني: صحيح، الأدب المفرد، رقم الحديث: (١٥٨). (٣) أخرجه أبو داود، رقم الحديث: (٤٩٧٧)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن أبي دواد، رقم الحديث: (٤٩٧٧).