إذا علم العبد أن الله الملك الحق تبارك تَعَالَى، كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ [المؤمنون: ١١٦]، وكل من دونه ملكه ملك مستعار لا حقيقة له؛ علم أنه لا يستحق أحد أن يُسَمَّى ملك الأملاك، سواه ﵎؛ لذا جاء التحذير الشديد من التسمي بهذا الاسم، فعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ أَخْنَعَ (١) اسْمٍ عِنْدَ الله رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ»، زاد ابن أبِي شيبة في روايته:«لَا مَالِكَ إِلَّا الله ﷿»(٢)، وفي رواية: «أَخْنَى (٣) الْأَسْمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٤)، وفي رواية أخرى:«أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَخْبَثُهُ وَأَغْيَظُهُ عَلَيْهِ»(٥)، وفي رواية أيضًا:«وَاشْتَدَّ غَضَبُ الله عَلَى رَجُلٍ تَسَمَّى بِمَلِكِ الْأَمْلَاكِ، لَا مَلِكَ إِلَّا الله ﷿»(٦).
قال سفيان ﵀: مثل شاهان شاه، أي: ملك الملوك باللغة الفارسية.
فنبه سفيان ﵀ على أن الذم لا ينحصر في اسم ملك الأملاك، بل وكل
ما أدى معناه بأي لسان كان (٧)؟
(١) أخنع، أي: أوضع وأذل. قال ابن بطال ﵀: «وإذا كان الاسم أذل الأسماء كان من تسمى به أشد ذلًّا». فتح الباري، لابن حجر (١٠/ ٥٨٩). (٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٦٢٠٦)، ومسلم واللفظ له، رقم الحديث: (٢١٤٣). (٣) الخنى: الفحش في القول. النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٨٦). (٤) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٦٢٠٥). (٥) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢١٤٣). (٦) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (١٠٥٢٨)، وإسحاق بن راهويه في مسنده، رقم الحديث: (٥٠١)، حكم الألباني: صحيح، صحيح الجامع الصغير وزيادته، رقم الحديث: (٩٨٨). (٧) ينظر: فتح الباري (١٠/ ٥٩٠).