الأثر الثالث: لا يجمع المؤمن سُبْحَانَهُ لعبده أمنين ولا خوفين:
من تأمين الله لعباده ألا يجمع عليهم الخوف في الدارين، بل من خاف في الدنيا وعمل بطاعته أمنه مما يخاف يوم القيامة، ومن أمن في الدنيا من مكر الله وعمل بمعاصيه أخافه الله يوم القيامة، كما جاء في الحديث، عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ يروي عن ربِّه ﷿، قال:«وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْنِ، إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(١).
والخوف من الله عبادة قلبية، عظم الله شأنها ورفع منزلتها، فحث عليها في كتابه وجعلها شرطًا للإيمان به سُبْحَانَهُ، فقال: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٧٥]، ومدح أهل خوفه وخشيته، وأثنى عليهم بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ إلى أن قال: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٧ - ٦١].
(١) أخرجه ابن حبان، رقم الحديث: (٦٤٠)، والبيهقي في الشعب، رقم الحديث: (٧٥٩)، حكم الألباني: صحيح، السلسلة الصحيحة، رقم الحديث: (٢٦٦٦). (٢) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٢٥٢٦٣)، والترمذي، رقم الحديث: (٣١٧٥)، وابن ماجه، رقم الحديث: (٤١٩٨)، حكم الألباني: صحيح، السلسلة الصحيحة، رقم الحديث: (١٦٢).