قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀:«لفظ السجود، فإنه إنما يستعمل في غاية الذل والخضوع، وهذه حال الساجد»(١).
[الأثر السابع: الزهد في دار الفناء، والعمل لدار البقاء]
الله تَعَالَى هو الحي الدائم الذي لا يزول، وكل الخلائق إلى زوال ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٦، ٢٧] ومهما أعطي العبد من العمر فلا بد أن ينقضي يومًا ما، أما الحياة الدائمة السرمدية التي يهبها الله لعبادة فإنما هي في الدار الآخرة: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: ٦٤]، قال ابن كثير ﵀:«أي: الحياة الدائمة الحق، الذي لا زوال لها ولا انقضاء، بل هي مستمرة أبد الآباد»(٢).