قال الطبري ﵀ في قوله تَعَالَى: ﴿وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾ [الحجر: ٢٣]«أي: ونحن نرث الأرض ومن عليها بأن نميت جميعهم، فلا يبقى حي سوانا إذا جاء ذلك الأجل»(١)، وقال في آية القصص: ﴿وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: ٥٨] أي: ولم يكن لما خرَّبنا من مساكنهم منهم وارث، وعادت كما كانت قبل سكناهم فيها، لا مالك لها إلا الله الذي له ميراث السماوات والأرض» (٢).
قال الزجاجي ﵀:«الله ﷿ وارث الخلق أجمعين؛ لأنه الباقي بعدهم وهم الفانون، كما قال ﷿: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ [مريم: ٤٠]»(٣).
قال الخطَّابي ﵀:«هو الباقي بعد فناء الخلق، والمسترد أملاكهم وموارثهم بعد موتهم، ولم يزل الله باقيًا مالكًا لأصول الأشياء كلها، يورثها من يشاء، ويستخلف فيها من أحب»(٤).
(١) تفسير الطبري (١٧/ ٨٩). (٢) جامع البيان (٢٠/ ٦١). (٣) اشتقاق أسماء الله الحسنى (ص: ١٧٣). (٤) شأن الدعاء (٩٦).