تدبر حال الدنيا وأن مصيرها ومصير ملذاتها إلى الفناء والزوال، قال الله تَعَالَى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا﴾ [الكهف: ٤٥].
تذكر الموت والبلى؛ فعن أنس ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:«نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً»(٢)، وقال في حديث أبي هريرة ﵁:«أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ»(٣) يعني: الموت.
[الأثر السادس: اتصاف العبد بالحلم]
الله الحليم يحب أن يتصف عبده بصفة الحلم؛ لذا مدح أنبيائه به، فقال: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: ١١٤]، وقال: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ [هود: ٧٥]، وقال عن إسماعيل: ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ [الصافات: ١٠١]، وقال رسول الله ﷺ لأشج عبد القيس ﵁:«إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ»(٤).
(١) أخرجه ابن حبان، رقم الحديث: (١٠٢٣)، والحاكم، رقم الحديث: (١٩٥٠)، حكم الألباني: صحيح، صحيح الجامع الصغير، رقم الحديث: (١٢٨٥). (٢) أخرجه أبو داود، رقم الحديث: (٣٢٣٥)، والترمذي، رقم الحديث: (١٠٥٤)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن أبي داود، رقم الحديث: (٣٢٣٥). (٣) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٢٣٠٧)، وابن ماجه، رقم الحديث: (٤٢٥٨)، حكم الألباني: حسن صحيح، صحيح وضعيف سنن ابن ماجه، رقم الحديث: (٤٢٥٨). (٤) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (١٧).